سطرت الجمعية الوطنية لآفاق المرأة الجزائرية برنامجا تضامنيا في إطار مبادراتها الخيرية لشهر رمضان الكريم يتمثل في مطعم ''عابر السبيل'' حيث خصصت في هذا الإطار 100 وجبة تقدم لفائدة العائلات المعوزة، بالإضافة إلى عملية ختان جماعي للأطفال، وقد جندت لذلك 10 عمال متطوعين دائمين إلى جانب متضامنين آخرين من مختلف الشرائح يساهمون في مد يد العون لهؤلاء المحتاجين. تسعى الجمعية الوطنية لآفاق المرأة الجزائرية وكعادتها إلى وضع برنامج تضامني يخص شهر رمضان الكريم بهدف التقرب من العائلات المعوزة ومنحها بصيصا من الأمل يمكنها من تجاوز المشقة، ويغنيهم عن ذل السؤال في هذا الشهر، ففي قلب العاصمة وبالتحديد في شارع ''فرحات بوسعد'' أو ''ميسوني '' سابقا يتواجد مقر الجمعية التي فتحت أبوابها من أول يوم لخدمة المعوزين والمحتاجين، حيث أبت إلا أن ترسم البسمة على وجوه عابري السبيل الذين لا يجدون ما يسد جوعهم ويفطرون عليه، وعن طريق فتح مطعم خاص بهم يتولى تقديم وجبات ساخنة من أجل رفع الغبن عنهم، وحسب ما كشفت لنا عنه رئيسة الجمعية ''بوقطاية زهرة '' رفقة الأمينة العامة ''بونمر أمينة'' فإنه صار من العادات التي تتكرر كل شهر رمضان هو التضامن مع تلك العائلات التي ليس لها من يعيلها، ولذلك فخير طريقة لمساعدتهم تتمثل في فتح مطعم ''عابر السبيل'' الذي سيقدم 100 وجبة خلال رمضان، وتكون بطريقتين إما الحضور إلى المطعم وتناول الوجبة مباشرة، أو أخذها إلى البيت حيث يتم ذلك بناء على دراسة الحالة الإجتماعية للأفراد الذين يقدمون الشهادة العائلية ويمكنهم الحصول على بطاقة الإنحراط، ولا يقتصر العمل التضامني للجمعية عند هذا الحد حيث تضيف ذات المتحدثتان أنه يمكن أيضا للعائلات المحتاجة الحصول على قفة رمضان، والتي يتم جمع مصاريفها من تبرعات المواطنين الذين يساهمون في توسيع العمل الخيري خاصة المواد الغذائية الإستهلاكية بالإضافة إلى الميزانية المخصصة لنشاطاتها، حيث بلغ عددها العام الماضي 800 قفة، وسيكون الأطفال على موعد مع عملية ختان من أبناء المحتاجين الذين يقدمون طلباتهم للإستفادة من هذه المبادرة الذين قدر عددهم في رمضان السنة الفارطة ب 56 طفلا وهي أعدد تختلف من عام لآخر حسب ما تحصل عليه من الأموال والإمكانيات المتوفرة، وهو الأمر بالنسبة للأدوات المدرسية حيث يتم توفيرها مع كل دخول مدرسي للتلاميذ المحتاجين، من محافظ و مآزر والذين وصل عدد المستفيدين ما بين 300 و 400 تلميذ معوز ، والجدير بالذكر أنه يسهر على تلبية حاجات هذا المطعم مواطنون متطوعون يِؤمنون بفعل الخير دون مقابل في هذا الشهر الفضيل، الذي يظهر فيه الفرق بين الغني والفقير وهم من مختلف مراتبهم الإجتماعية والثقافية من عاملات وطلبة، بالإضافة إلى العمال الدائمين البالغ عددهم 10 الذين يقومون بإعداد تلك الوجبات المقدمة . و... نشاطات نسوية على مدار السنة تقدم الجمعية الوطنية لآفاق المرأة الجزائرية منذ تأسيسها في 1993 نشاطات خاصة بالنساء قصد صقل مواهبهن وتنمية مهاراتهن الفكرية ، وفي هذا الشأن تضيف رئيستها ''بوقطاية زهرة '' أن فكرة إنشاءها تعود إلى سنوات العشرية السوداء التي خلقت نوعا من التشتت النفسي والذهني لدى النساء الجزائريات اللواتي صرن ضحايا للتراجع الفكري، ورهينات ماضي مرير ملئء بالخوف والتردد، وبالتالي جاء ميلادها حتى تجمع العنصر النسوي ومساعدتهن على إعادة استرجاع ثقتهن بأنفسهن، ففي ذلك الوقت تمكنت الجمعية من ضم أكثر من 250 سيدة تحصلن على شهادة خياطة وصار بإمكانهن الاعتماد على مهنتهن تلك لكسب قوت عيشهن، كما تتوفر أيضا على مدرسة لتعليم عدة أنشطة تهم النساء كفن الطبخ، الحلويات الشرقية، الثقافة العامة، الخياطة والتزيين بالورود وغيرها ويتراوح عدد النساء المنخرطات بهذه الجمعية بين 1000 و 1500 وعددهن يتغير من سنة إلى أخرى ، وكثيرا ما يتم تنظيم خرجات للترفيه في فصل الصيف كالقيام برحلات إلى شواطئ البحر لفائدة العائلات المعوزة دائما، هذا إلى جانب تقديم دروس في اللغة العربية لمحو الأمية حتى يصبح بوسع النساء قراءة القرآن الكريم والذهاب إلى البقاع المقدسة، وهو مشروع تضيف ''بوقطاية زهرة '' صار ملفه مطروحا على مستوى مديرية الحج، قصد ضمان العمرة لعدد من النساء المسنات خلال الشهر الفضيل، كما تتوفر هذه الجمعية كذلك على نادي النساء المتقاعدات اللواتي يتم الإستماع إلى إنشغالاتهن وهمومهن عن طريق المائدة المستديرة، وهي فكرة بدأ العمل بها منذ حوالي 30 سنوات وتكون مرة في الأسبوع.