حذرت القيادة المركزية الأمريكية من انهيار قوات الأمن والجيش اليمنيين، اللذين تشكّك في قدرتهما على إدارة الحرب على الجبهتين الشمالية حيث المعارك المتقطعة مع أنصار عبد الملك الحوثي، والجنوبية في مواجهة الحراك الجنوبي وتنظيم القاعدة. وأشارت القيادة المركزية الأمريكية، في تقويم لها، إلى أن نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يكافح لاحتواء ''حركتي التمرد'' في الشمال والجنوب، وأن وزنهما يعرّض قوات الأمن والجيش اليمنيين لخطر الانهيار، وخصوصاً إذا أضيف إليهما تآكل الاقتصاد اليمني.ورسم قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال جيمس ماتيس، صورة قاتمة للوضع في اليمن، بعدما أبلغ لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي وجود ''دلائل على تراجع قدرة الرئيس اليمني على ضبط الوضع''، بعدما ''كان قد أدار هذه التهديدات عن طريق المفاوضات وبتسلسل مع خصومه''.وأشار ماتيس، في ردّ مكتوب قبل مثوله أمام اللجنة يوم 27 جويلية الماضي للنظر في تعيينه، إلى أن مجموعة من العقبات المختلفة في التحديات المذكورة ''يمكن أن تستنفد موارد صنعاء العسكرية والأمنية ودفع الوضع نحو نقطة الانهيار''.وأوضح ماتيس، الذي عمل مع الجيش اليمني، أن نظام حكم الرئيس اليمني مهدد بالثورات وفشل الاقتصاد وضعف الوضع الأمني وتراجع احتياطيات النفط الخام. ونقلت صحيفة ''الأخبار'' اللبنانية عن ماتيس، قوله: إن ''ست سنوات من الصراع المتقطع في شمال غرب اليمن بين الحكومة اليمنية والثوار الحوثيين يهدد الاستقرارس. وأوضح ماتيس أن الوضع في اليمن يتطلب تقديم مساعدات عسكرية أمريكية إضافية، فيما خصصت الإدارة الأمريكية 150 مليون دولار مساعدة عسكرية وأمنية لليمن في العام المالي الحالي الذي ينتهي في 30 سبتمبر المقبل.وشدد ماتيس على أن مثل هذه المساعدة يجب أن تكون مصحوبة بمساعدة مدنية لتحسين الخدمات الحكومية في اليمن، موضحاً أنه ''ينبغي علينا أن نعمل مع اليمن ليس فقط في بناء القدرات العسكرية والاستخبارية، ولكن يجب علينا أيضاً أن نشجع، وحيثما كان ذلك ممكناً، برامج تنموية والمساعدة الإنسانية والفنية''. وقال: ''أن التزاماً أمريكياً طويل الأمد تجاه اليمن وشعبه، وخاصة الأنشطة التي تساعد اليمن في توفير الحكم الرشيد والخدمات لشعبه، سيكون أكثر فعالية في تعزيز قدرة الحكومة وزيادة الاستقرار وحرمان المتطرفين من ملاذ آمن''.وتأتي تصريحات ماتيس في وقتٍ حذر فيه الرئيس اليمني من المساس بأمن البلاد، متوعّداً المخلّين بالأمن والاستقرار بالضرب بيد من حديد. من ناحية أخرى، قالت وزارة الداخلية اليمنية إنها وجهت بتشديد الإجراءات الأمنية في 7 محافظات يُتوقع أن تغامر العناصر الإجرامية والتخريبية بالقيام بعمليات تخريبية على أراضيها. كما أكدت التوجيهات على ''ملاحقة المطلوبين أمنياً في تلك المحافظات على مدار الساعة وإلقاء القبض عليهم أينما وجدوا''، وشددت على ضرورة ''إبقاء الوحدات الأمنية في حالة يقظة واستعداد لمواجهة كافة الاحتمالات الممكنة''، و''التصدي ببسالة لأي أعمال إجرامية وتخريبية''. وتشن الحكومة اليمنية منذ أواخر العام الماضي حربا مفتوحة ضد تنظيم القاعدة الذي هدد في جوان لماضي النظام اليمني، الذي يعاني من احتجاجات انفصالية متنامية في جنوب البلاد منذ مارس .2007