كشف الدكتور يوسف طرفاني، نائب مدير وحدة الامراض غير المتنقلة بوزارة الصحة، عن تشكيل لجنة وطنية لمكافحة التدخين للحد من الانتشار الكبير للظاهرة في المجتمع الجزائري وارتفاع معدلات الاصابة بالسرطان نتيجة استهلاك هذه المادة، كما أكد أن وزراة الصحة تسعى حاليا لزيادة عدد وحدات معالجة الراغبين في الاقلاع عن التدخين في مستشفيات عدة عبر الوطن. ذكر الدكتور يوسف طرفاني أن الإحصاءات التي تقدمها وزراة الصحة من مختلف الهيئات الوطنية والجمعيات الناشطة في هذا المجال حول ظاهرة التدخين في الجزائر تكشف في كل مرة عن الارتفاع المذهل لضحايا هذه المادة، حيث يتسبب التدخين في كثير من المشاكل الصحية لمتعاطيه ولمحيطه كما أنه يعتبر من بين الأسباب المؤدية الى تفاقم وظهور أنواع عديدة من السرطان، كما يعد المتسبب الرئيسي في حدوث مضاعفات خطيرة لمرضى القلب أخطرها السكتة القلبية التي أدت إلى وفاة 7 آلاف شخص من مجموع الوفيات المسجلة سنويا بالجزائر. وذكر المتحدث أن ما بين 2000 إلى 3000 حالة وفاة أخرى هي ناتجة عن سرطان الرئة وسرطان الحنجرة، كما أن قرابة 1500 حالة وفاة هي ناتجة عن تصلب الشرايين وأكثر من 4000 حالة المتبقية سببها أكثر من 25 مرضا ناتجا عن التدخين. تستعد وزارة الصحة، حسب الدكتور طرفاني، إلى إطلاق برنامج تكويني لفائدة الأطباء العامين يهدف الى إطلاعهم على أحسن الطرق العلمية وأحدثها والكفيلة بإقناع المدخن بالإقلاع عن التدخين مع تنظيم أربعة ملتقيات تحسيسية لتمكين الأطباء والعاملين في القطاع الصحي من التقرب من المدخنين وتقديم الشروحات اللازمة لطريقة الإقلاع عن هذه العادة السيئة خاصة في الأوساط الشبانية ولدى المراهقين بصفة خاصة، بالإضافة الى التطرق الى المشاكل الصحية التي تنجر عن استهلاك هذه المادة وتأثيرها السلبي على صحة مستهلك الدخان والمحيط الاجتماعي لما للتدخين السلبي من آثار صحية بالغة على محيط المدخن خاصة الأطفال والنساء الحوامل. نصف الرجال في الجزائر مدخنون ومن جهة أخرى ذكر كمال ايت أوبلي، مدير الوقاية بالمعهد الوطني للصحة العمومية، أن نصف العمال في الجزائر مدخنون، وهو ما يستدعي تدخلا عاجلا من وزارة الصحة رغم التعليمات الصارمة للحد من انتشار التدخين في الأماكن العامة إلا أن العمال يجدون حيلا مختلفة للإفلات من هذا القانون. والمثير للانتباه أن الشباب أكثر الفئات عرضة للدخول في قائمة المدخنين للجزائر فربع الثانويين في الجزائر مدخنون وثلث الجامعيين مدخنون، بالإضافة الى عدد كبير من الاطفال. كما أن فئة النساء لم تشكل استثناء في قائمة المدخنين بل بالعكس تشهد تزايدا ملحوظا لعدد المدخنات، فقد تم تسجيل في آخر الإحصاءات مدخنة واحدة من أصل 10 نساء، وهو ما يمثل نسبة 9 بالمائة عند الإناث. ورغم الخطورة التي يشكلها التدخين على صحة المرأة وعلى جنينها إلا أن كل التحذيرات التي تطلقها وزراة الصحة تبقى مجرد نداء في وادٍ سحيق رغم المخاطر الصحية العالية التي يدركها مستهلكو هذه المادة.