في تطور أمني مثير أعاد لأذهان اللبنانيين أحداث 7 ماي ,2008 وقعت اشتباكات دامية بمنطقة برج أبي حيدر، بين حزب الله وجمعية المشاريع الخيرية الاسلامية ''الأحباش'' على خلفية حادث وصف ب''الفردي''، استخدمت خلاله الأسلحة الرشاشة وقذائف ''الأر.بي.جي''، والقنابل اليدويّة، والتي ظهرت آثارها في مراكز دينية وتجارية ومنازل. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة عشرة آخرين بجروح مختلفة، فيما أحرقت سيارات ومبان ومقارّ. أما سياسياً، فقد كانت المفاجأة الكبرى، اندلاع المواجهة بين حليفين قريبين من التوجهات السياسية ذاتها، وتربطهما علاقة خاصة بسوريا، وخصومة واحدة ضد تيار ''المستقبل'' وتعرّضا معاً للحملة ذاتها إثر الانقلاب الكبير عقب اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق ، رفيق الحريري. التوتر الذي استمر مسيطراً على الأحياء المحيطة بمنطقة الاشتباكات، ترافق مع قلق عكسته اتصالات الأهالي في المنطقة ولجوء بعضهم الى ترك المنازل باتجاه مناطق أكثر أمناً، بينما ظل مسلحون يجلسون في مداخل بعض الأبنية، وسط انتشار العسكر والأمن. وكشف مصدر أمني أن الجهات الأمنية ''رصدت منذ مدة تزيد على شهرين، حركة لافتة في تلك المنطقة، وحصول تغييرات لا سابق لها في حركة واتصالات ومواقف قيادات تبيّن أنها متورّطة في الاشتباك أمس، وأن هذه التغييرات ترافقت مع المساعي غير المنظورة الى فرض حالة من التعبئة على خلفيات طائفية ومذهبية ترافق المناخات السياسية المتوترة ربطاً بالسجال حول المحكمة الدولية والقرار الظني وملف شبكات التجسس الإسرائيلية''. وأصدرت وزارة الدفاع قراراً أوقفت بموجبه مفعول تراخيص حمل السلاح على كل الاراضي اللبنانية. واجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اتصالات مع عدد من القيادات السياسية والعسكرية لفرض التهدئة. ورجحت مصادر سياسية ووزارية ان تضغط هذه التطورات على جلسة مجلس الوزراء قبل ظهر اليوم في السرايا والتي كان مقررا ان تكون ''عادية''. يذكر أن عناصر مسلحة من حزب الله كانت قد اجتاحت الأحياء السنية بمدينة بيروت في السابع من ماي عام ,2008 وذلك في أعقاب قرار الحكومة اللبنانية في الخامس من نفس الشهر بتفكيك شبكة اتصالات حزب الله. يشار إلى أن تنظيم الأحباش أو جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية هي جماعة دعوية وسياسية في آن واحد وكانت تتلقى في السابق دعما من المخابرات السورية وكان اعتقل اثنان من أعضائها على خلفية اغتيال رئيس وزراء لبنان. من جهة أخرى دعا الامين العام لحزب الله حسن نصر الله الى قيام وزراء من الحكومة اللبنانية بزيارة الدول العربية وايران من اجل تزويد الجيش اللبناني بما يحتاجه من اسلحة لمواجهة اسرائيل كما حث الحكومة على بناء محطة نووية للاغراض السلمية من اجل توليد الطاقة الكهربائية.وقال نصر الله ، ''ادعو الحكومة اللبنانية الى طلب دعم ومساعدة ايران في تسليح الجيش''، متعهدا بتوظيف ''صداقات الحزب الايرانية'' لدعم هذا الطلب.واضاف ''انا اتعهد، ووزراء الحزب سينقلون هذا التعهد رسميا الى مجلس الوزراء، ان حزب الله سيعمل بقوة وسيستفيد من كل صداقاته الايرانية حتى تقوم ايران بالمساعدة في تسليح الجيش اللبناني في ما تستطيع ان تساعد به''. واضاف ''لا اتحدث عن الشراء انما عن المساعدة. واعتقد اذا طلب هذا الموضوع بشكل رسمي ومحدد من الحكومة فاعتقادي ان ايران لن تبخل على الجيش اللبناني باي مساعدة ممكن