سيطر الهدوء الحذر في لبنان على بلدتي سعدنايل وتعلبايا بعد الاشتباكات الليلية التي دارت بين أنصار الأكثرية والمعارضة ، فيما تزداد الشكوك حول قرب التوصل لاتفاق حول تشكيلة الحكومة الجديدة• واستعملت الأسلحة الصاروخية والمتوسطة في الاشتباكات التي اندلعت الأحد والأثنين، موقعة سبعة جرحى نقلوا إلى مستشفيات المنطقة ، مما تسبب في حدوث صدمة بداخل اللبنانيين أثارت معها مخاوف من صدامات أمنية جديدة• وذكرت صحيفة "النهار" اللبنانية أن هذه المعركة اشعلت حرب شوارع في البلدتين استخدمت فيها الأسلحة الصاروخية والرشاشة وحتى الهواوين، ولم تتوقف الا باستقدام تعزيزات للجيش اللبناني وفي تطور سياسي وإعلامي رافق هذه المعركة، تبادل "حزب الله" و"تيار المستقبل" الذي يتزعمه النائب سعد الحريري الاتهامات بتفجير الموقف في بيانين تضمنا وقائع واسماء وتفاصيل• واتهم الحزب "ميليشيا المستقبل" باستقدام حشود من بعض قرى المنطقة إلى مكان الحادث وكذلك استخدام قذائف ال"ب 7" والهاون في استهداف حي يسكنه أنصار المعارضة• وفي المقابل اتهم "تيار المستقبل" "ميليشيا حزب الله" بافتعال الحادث ومن ثم قصف البلدتين من منطقة المزارع التي جاءتها امدادات من الكرك بالهواوين وقذائف "ب 7" كذلك اتهم الحزب بضرب مواطنين في منطقة برج ابي حيدر• وأثارت هذه الأجواء الملبدة مزيدا من الشكوك في الجهود المبذولة للتعجيل في ولادة الحكومة، خصوصا أن أي ملامح حلحلة للتعقيدات التي تؤخر هذه الولادة لم تظهر بعد• وفي هذا السياق بدا واضحا أمس أن رئيس الوزراء المكلف فؤاد السنيورة يضع كرة مطالبة العماد ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر بحقيبة المال، وهي الحقيبة السيادية الثانية للمعارضة التي لم تلحظها التركيبة التي وضعها السنيورة، في خانة المعارضة باعتبار انه يتعين عليها الموافقة على هذه التركيبة واختيار الطرف المعارض الذي ستسند اليه حقيبة سيادية واحدة أو رفض هذه التركيبة• وقد أكد عون علناً أمس انه يطالب بحقيبة المال، قائلاً: "إن هناك مراكز أساسية يجب أن يزيحوا عنها ونريد أن نعرف لماذا يحتكرون هذه الوزارة والدولة غارقة في دين عام لامس ال 45 مليار دولار؟••• ألا يحق لنا أن ندخل ونبحث في الدهاليز؟••• هذه المرة هناك اتفاق واضح لا يمكنهم أن يخرجوا منه وبموجبه نأخذ خمسة مقاعد من 11 ومن يريد أن يؤلف الحكومة من دوننا فليحاول، لن يعود هناك بعد اليوم أكل حقوق"• وفي موقف ينطوي على تلميح للمرة الأولى بإمكان تبديل الحقائب السيادية من دون تغيير التوزيع الذي اعتمده الرئيس المكلف، قالت مصادر حكومية بارزة مساء أمس لصحيفة "النهار" :" إن اقتراح التركيبة الحكومية الذي تقدم به الرئيس السنيورة استند إلى مضمون اتفاق الدوحة وفلسفته بما تضمنه من توزيع لنسب مقاعد الحكومة وتثبيت لموقع رئيس الجمهورية كطرف محايد وقوة مرجّحة بين الموالاة والمعارضة"•