بعد الإعلان عن إطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في واشنطن ، هددت 13 من الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية بتصعيد الهجمات ضد إسرائيل، معلنة اتفاقها على تشكيل غرف عمليات مشتركة ورفع التنسيق الميداني بينها. وقالت الأجنحة العسكرية المسلحة في بيان تمت تلاوته خلال مؤتمر صحفي بغزة، في وقت متأخر من مساء الخميس، نؤكد دخول المقاومة الفلسطينية مرحلة متقدمة من العمل الجهادي المشترك والمتماسك والتنسيق الميداني تمهيدا لعمل مقاوم وفاعل ومؤثر في العدو، مشددة على أن المرحلة المقبلة ستختلف ملامحها وسيكون تأثيرها على الاحتلال أكبر. وشارك في المؤتمر إلى جانب أبو عبيدة الناطق باسم ''سرايا القدس'' الذراع المسلح لحركة الجهاد،عدد من الملثمين من الأجنحة العسكرية الموقعة على البيان، والتي ضمت كتائب أبو علي مصطفى، وكتائب جهاد جبريل، وألوية الناصر، وكتائب الناصر، وكتائب الأنصار، وكتائب سيف الإسلام، وكتائب الأقصى مجموعات نبيل مسعود، وقوات الصاعقة. وصدر بيان الأجنحة المسلحة بعد ساعات من اتفاق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في واشنطن على سلسلة من المحادثات المباشرة سعيا إلى وضع الاطار العام لاتفاق سلام تدعمه الولاياتالمتحدة لانهاء صراع مضى عليه ستة عقود. وشددت الأجنحة المسلحة على رفضها للمفاوضات بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، مؤكدة أنها لن تسمح بها وسيكون للمقاومة كلمتها المدوية في هذا الشأن. وقالت: نرفض انزلاق السلطة الفلسطينية للمفاوضات التي تغطي على جرائم الاحتلال ولن نسمح بها لأنها طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وتنكر لدماء الشهداء ومعاناة الأسرى والجرحى. وأكدت على تمسك الأجنحة العسكرية الفلسطينية بخيار مقاومة الاحتلال بالحديد والنار والرد على كل أوهام السلام معه. وباركت العمليتين اللتان نفذتهما كتائب القسام في مدينتي الخليل ورام الله بالضفة الغربية وأدتا إلى مقتل أربعة مستوطنين وإصابة اثنين، مؤكدة أنهما لن تكونا آخر العمليات وإنما شرارة البداية. ونددت الأجنحة المسلحة بحملة الاعتقالات التي بدأت الأجهزة الأمنية الفلسطينية بشنها عقب العملية في الضفة، داعية إلى التراجع عن مثل هذه الأفعال. وشددت على أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ملاحقتها وسترد على ذلك، مثمنة جهود الحكومة الفلسطينية بغزة في ملاحقة العملاء والقضاء عليهم. من جهتها، قالت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح ، أن لا أحد يمثلها ويمثل موقفها في المؤتمر الصحفي للأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية الذي عقد مساء امس في مدينة غزة . وقالت الكتائب في بيان لها ''أن المقاومة والكفاح المسلح خيار نوعي وإستراتيجي لها لن تحيد عنه ما دام الاحتلال مستمرً بجرائمه ضد أبناء شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة ''. وأكدت الكتائب أن لا أحد يمثلها ويمثل موقفها في المؤتمر الصحفي الذي عقدته الأجنحة العسكرية بغزة ، مؤكدً أنها لن تقبل أن تكون في '' مهرجانات إعلامية '' هدفها تسويق البندقية وحرفها عن مسارها الصائب واللعب بكرامة المقاومة لتحقيق غايات ومصالح حزبية وفئوية ضيقة لا تحقق سوى أهداف إقليمية على حساب الكلّ الفلسطيني. وفي اطار محادثات التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، كشفت تقارير صحفية إسرائيلية أن بنيامين نتنياهو أكد للرئيس الأمريكي باراك أوباما في لقائهما أنه مستعد للتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين خلال عام من المفاوضات، لكن فقط إلى ''اتفاق مبادئ'' وليس إلى اتفاق دائم لحل الصراع، وذلك لفحص أهليّة الفلسطينيين وقدرتهم على تنفيذ اتفاقات. وأضافت أن نتنياهو أبلغ الرئيس أوباما بأنه متشائم حيال قدرة الفلسطينيين على إدارة مفاوضات جدية والتوصل إلى اتفاق دائم وانه مقتنع بأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) ليس الشريك الملائم لإجراء مفاوضات تؤدي إلى اتفاق يضع حداً للصراع، متعهدً في الوقت ذاته أن تكون المحادثة التي سيجريها مع عباس صريحة وإيجابية وبحسن نية من دون أية مراوغات. وذكرت صحيفة ''يديعوت أحرونوت'' أن نتنياهو طالب الرئيس الأمريكي بالتدخل لدى الفلسطينيين ليكفّوا عن الانشغال في ''مسائل هامشية'' مثل مسألة البناء الاستيطاني أو إخلاء البؤر الاستيطانية العشوائية، معتبرا أن ''من شأن هذا الانشغال عرقلة المفاوضات بلا مبرر''، لائما الأمريكيين على إهدار وقت ثمين وطاقة ومال سياسي لممارسة ضغوط على إسرائيل في هاتين المسألتين.