أحيا الشعب الجزائري على غرار الشعوب الإسلامية، سهرة الأحد ليلة القدر المباركة، في أجواء روحانية بتعمير مساجد الله بالصلاة والذكر والتسبيح. وفي هذه الليلة المباركة التي أنزل فيها القرآن، وهي خير من ألف شهر، ونظرا للمكانة العظيمة لهذه الليلة، يشترك المسلمون عبر العالم في إحيائها، بالاعتكاف في المساجد للتعبد والتضرع إلى الله عزّ وجلّ، ومن فضائل هذه الليلة أن الله عز وجل قال فيها'' ليلة القدر خير من ألف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر، سلام هي حتى مطلع الفجر''. الكلام القرآني في ليلة القدر أكبر برهان على علو قدرها وعظم الخير فيها، فقد باركها الله، وفيها تنزل الملائكة ومعها الروح الأمين جبريل قائلة هل من داع فيستجاب له، هل من مستغفر فيغفر له، وهكذا هي سلام دائم حتى مطلع الفجر. وسن الله إحياء ليلة القدر للتذكير بنعمة نزول القرآن الكريم، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه. توزيع جوائز على حفظة القرآن وإطعام جماعي للمصلين المعتكفين كما ترفع في ليلة القدر درجات الطائعين، وتغفر فيها ذنوب التائبين وتسجل الحسنات مضاعفات، ويحمى بها المؤمنون والصالحون من النزوات والضلالات، ويعم فيها الفضل ويشع منها الخير وتنهمر فيها البركات، فهي خير من ألف شهر ومن استحق فضلها، غفر ذنبه وعظم أجره وفتحت له أبواب السماء. وخص الله سبحانه وتعالى بهذه الليلة الأمة المحمدية، وانزل بها كتابه المحفوظ وقدر بها أرزاق الخلق ومكاسبهم، ففيها تقيد الشياطين ويقود جبريل عليه السلام مواكب الملائكة إلى الأرض في مهرجان ملائكي بهيج، لتسلم على المؤمنين في سلام هو حتى مطلع الفجر، فيه رحمة للناس وغفران للذنوب وطمأنينة للقلوب. يعكف الناس على قضائها في مختلف العبادات وصالح الأعمال، وقد حثنا نبينا عليه الصلاة والسلام على التماسها في العشر الأواخر في الوتر، لكي لا يحرم المسلم من أجرها وثوابها. هذا وتقام ليلة اليوم عدة تظاهرات دينية بالمساجد المنتشرة عبر ولايات الوطن منها توزيع جوائز على حفظة القرآن، كما يقوم المحسنون بعملية إطعام جماعية للمصلين المعتكفين. وستقام عدة حفلات للختان الجماعي للأطفال، وهي العادة التي دأبت العائلات الجزائرية على إقامتها في ليلة السابع والعشرين من رمضان، حيث تنظم أسرة الطفل سهرة عائلية، يلتقي فيها الأقارب والجيران ليهنئوا الطفل، وتتزين مائدتهم بأشهى الحلويات. وفي تلك الليلة يخرج الجزائريون زكاة الفطر ويوزعونها على العائلات المعوزة سواء نقودا أو تقديم مقدارها من حبوب أو شعير، ولكل منطقة وكيفية إخراجها وحسب استطاعة الشخص. الهلال الأحمر الجزائري يتكفل بعملية ختان 500 طفل معوز في إطار النشاط التضامني الذي اعتاد عليه، وإحياء لليلة القدر المباركة، يستعد الهلال الأحمر الجزائري التابع لولاية تيزي وزو، وككل سنة في هذا الشهر الفضيل إلى جانب كل من دار الشباب بتيزي راشد وعزازقة، عين الحمام وذراع بن خدة، لعملية ختان جماعي لحوالي 500 طفل، حيث ستشرف اللجنة المحلية للهلال الأحمر الجزائري، على عملية ختان حوالي 395 طفل معوز، وستتكفل هذه الأخيرة بكل مستلزمات العملية، من ألبسة وأدوية ومواد غذائية. هذا وبالمناسبة سيتم إحياء حفل وذلك بقاعة الحفلات ''لاجيريا'' بمدينة تيزي وزو، والتي سيحييها مجموعة من الفنانين من المنطقة، لمشاركة هؤلاء البراعم في حفلهم. هذا وستتشرف العيادات الخاصة والطواقم الطبية، المتواجدة بالولاية في عملية الختان وذلك، بحضور أهالهم والسلطات المحلية للبلديات والدوائر، كما بادرت الجمعيات الخيرية والمحسنين على عملية ختان لحوالي 100 طفل معوز، والتي تدخل ضمن العملية التضامنية، ويذكر أن العملية ستشمل عدة مناطق بما فيه المناطق النائية.