أكد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل أن الأموال التي تدفع في مقابل إطلاق سراح رهائن في منطقة الساحل الصحراوي تستخدم لتمويل الإرهاب. وأفادت وكالة رويترز أن مساهل، قد أوضح للصحافة عقب محادثات أجراها مع كاتب الدولة المكلف بالشؤون الخارجية و بأمريكا اللاتينية لمملكة إسبانيا خوان بابلو دي لايغليسيا الذي حل بالجزائر أول أمس أن إستراتيجية القاعدة هي المطالبة بفدى، مردفا في هذا الإطار بالقول ''دفع فدي هي طريقة لتمويل الإرهاب. نعرف أن معظم النشاط الإرهابي في منطقة الساحل ممكن بسبب أموال الفدى. بعد إدانته لكل عمل إرهابي في منطقة الساحل، أكد مساهل على المسؤولية كعضو في المجتمع الدولي في مكافحة هذه الظاهرة و مكافحة حجز الرهائن وتمويل نشاطات الإرهاب لاسيما دفع الفدية، حيث قال''لقد أوضحنا لشريكنا ما بادرت به الجزائر منذ سنوات على المستوى الإفريقي و على مستوى الأمم المتحدة''، مشيرا في الوقت ذاته إلى انه سيتم عرض اقتراحات على اللجنة العليا رفيعة المستوى لتحسين آليات الحوار الدائم و إنشاء خلية تعاون ثنائي. وكان المستشار برئاسة الجمهورية كمال رزاق بارة كان قد عبر مؤخرا في نيويورك عن امتعاض الجزائر من دفع الدول الغربية مبالغ مالية للإرهابيين مقابل الإفراج عن رعاياها ، ،مبينا أن القاعدة حصلت على أكثر من 150 مليون يورو ،منها 50 مليون كفدية منحتها الدول الغربية خلال تفاوضها لإطلاق سراح رعاياها،حيث تأتي اسبانيا في مقدمة هذه الدول بنسبة 16 في المائة بمبلغ 8 ملايين يورو. وقالت رويترز أن خبراء أمنيين يعتقدون أن جناح القاعدة في بلاد المغرب يستغل الامتدادات الخالية للصحراء والحدود التي تنتشر فيها الثغرات لخطف غربيين وأيضا إيجاد مأوى آمن يمكن منه شن هجمات على أهداف غربية في المستقبل. وقال مساهل أيضا ''لقد استعرضنا وضع العلاقات الثنائية من كافة الجوانب. وهو تعاون متنوع وسيتم توسيعه لمجال النقل و منشات المؤسسات والصناعات الصغيرة والمتوسطة''،مشيرا انه تم التطرق إلى المسائل الاقليمية و تسوية مسالة الصحراء الغربية و الوضع في منطقة الساحل و آلية التعاون في اطار الحوار 5+5 الذي ستحتضن مالطا قمته السنة المقبلة. ومن جهته ، أشار دا لاغليسيا إلى انه تم التطرق مع مساهل إلى نوعية الحوار السياسي بين البلدين و ضرورة تعميقه و كذا ضرورة تكثيف التعاون التجاري و الاقتصادي،مبينا أن الطرفين تطرقا أيضا إلى مسالة المتوسط و الاتحاد من اجل المتوسط و التعاون في إطار الحوار 5+5 و التعاون في مجال مكافحة الإرهاب. وأكد المسؤول الاسباني على ضرورة تعزيز التعاون على المستويين الثنائي و المتعدد الإطراف بهدف مكافحة الإرهاب مكافحة فعالة ''كوننا عانينا منها ولا تزال تستقطب اهتمامنا''، مردفا في هذا الإطار بالقول ''نتقاسم مع الحكومة القناعة انه لا يعد مشكلا على الصعيد الوطني فحسب و إنما يحتاج إلى تشاور و تعاون. وكان دا لايغليسيا قد قال في تصريح للصحافة لدى وصوله إلى مطار هواري أن زيارته ''تندرج في سياق العلاقات الإستراتيجية بين إسبانياوالجزائر'' التي ''من صالح الحكومة الإسبانية تعميقها و تعزيزها و توسيعها''،مضيفا ''إننا سنعد حصيلة للعلاقات الثنائية بين البلدين و سنتطرق إلى مختلف المسائل الواجب تعميقها في مختلف المجالات. وأشار المسؤول الاسباني أن المحادثات ستدور أيضا حول ''المسائل ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الدولي و الإقليمي منها العلاقات مع الاتحاد الأوروبي و مع الحوض المتوسط و الاجتماع المقبل للاتحاد من اجل المتوسط. وأكد دا لاغليسيا الجزائر تزود اسبانيا بنحو 35 بالمائة من مجموع واردتها الغازية، و من المقرر رفع إنتاج الغاز من خلال أنبوب الغاز الجديد الذي سيصبح عمليا السنة المقبلة'' مشيرا إلى أن الجزائر شريك ''هام'' في المجال الطاقوي. وكان بيان لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية قد أوضح أن زيارة المسؤول الإسباني تندرج في إطار المشاورات السياسية المنتظمة القائمة بين البلدين بمقتضى معاهدة الصداقة و حسن الجوار و التعاون الموقعة في أكتوبر ,2002 مبرزا أن المحادثات التي جمعت بين لايغليسيا و مساهل تكون قد تناولت ملف مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل و كذا التطورات الأخيرة لمسالة الصحراء الغربية.