قدم راسخة للقوم في بناء أسس الديمقراطية والعدالة، التي تأبى أن يداس على حق مخلوق من أولاد بلاد الجن والملائكة، حتى ولو كان المهان من يعيش في الأطراف، إلا إذا كان هؤلاء الساكنون في الأطراف من ذوي السحنة السمراء المنتسبة لأبناء يعرب. ولا أدري كيف يعتبر أنها إهانة لأمة يرأسها، حين ربط بين هذا الأمر ومواصلة تفكيك المخيمات غير القانونية، ومااعتبرها إهانة يوم تولى إفك سب المهاجرين المنتمين إلى حضارة الشرق. وإن تعجب فاعجب لجهاز الكيل بمكيالين -مفوضية الاتحاد الأوربي وتصريح المكلفة فيه بشؤون العدل فيفيان ريدينج نتقدة من خلالها إبعاد فرنسا للغجر من أراضيها ب''الشائنة''، وهي محقة فيما ذهبت إليه، وإدراج زعماء الاتحاد الأوروبي قضية الغجر في فرنسا في جدول الأعمال، وهم على حق أيضا. وعلى كل فالناس هناك استفادوا من أخطائهم التاريخية، بإيلائهم قضية الحريات والمساواة جانبا مهما، ومنعهم لتكرار قطارات الموت وحجرات الغاز التي تعرضت لها فرنسا إبان فترة الاحتلال النازي لها، وليتها تكمل هذه الاستفادة من أخطائها فتعترف بالمجازر والتشريد والاستدمار الذي مارسته بحق الشعب الجزائري أثناء فترة احتلالها لنا أم أن الأمر كما ذكر شوقي: أحرام على بلابله الدوح حلال على الطير من كل جنس.