أعلن الدكتور سعيد بركات أن وزارة التضامن ستشرع في الأسابيع المقبلة في عملية تضامنية لتزويد كل ولايات وبلديات الوطن بالحافلات المدرسية لفائدة التلاميذ المتمدرسين، وذلك قصد محاربة التسرب المدرسي والتخفيف من معاناة التلاميذ خصوصا في المناطق النائية. ولم يكتف الوزير بتوفير حافلات جديدة لأطفال المدارس ولكنه وعد أيضا بإصلاح الحافلات القديمة التي أصابتها أعطاب قصد إعادتها للنشاط مجددا. ومن دون أدنى شك أن تصريحات الوزير سعيد بركات ستثلج صدور التلاميذ وأوليائهم الذين سيثمنون هذه المبادرة لوزارة التضامن ويدعون لها بالنجاح والتوفيق لكونها سترفع عنهم مشكلا حقيقيا كان وراء توقف عدد كبير من التلاميذ عن مواصلة الدراسة، بسبب بعد المسافة وصعوبة الظروف المناخية خصوصا في الشتاء جراء انعدام وسائل النقل المدرسي. ورغم أن هذه العملية التي تتطلب ميزانية ضخمة تعتبر من الاستثمار المضمون الذي لا تندم عليه الدولة كونها تساهم في تكوين جيل المستقبل، إلا أنه كان بالإمكان أن تؤدي العملية كل أغراضها لو أنها أعطت الأسبقية لتشجيع الإنتاج الوطني من الحافلات، بحيث لوحظ على حظيرة الحافلات المقتناة من قبل وزارة التضامن أنها تحمل ''ماركات'' أجنبية بالرغم من أن مركب ''سوناكوم'' يوفر منتجات لا تختلف كثيرا عن المستوردة، يحدث هذا بالرغم من أن مجلس الوزراء الأخير قد شدد كثيرا على ضرورة إعطاء الأولوية في اقتناء المنتج الوطني ضمن الصفقات العمومية التي تعقدها الوزارات والهيئات والمؤسسات العمومية. ما يدفعنا لتسجيل هذه الملاحظة على مبادرة وزارة التضامن ليس فقط بالنظر إلى حجم الصفقة التي تحتوي على آلاف الحافلات وكذا قطع الغيار ولكن لكون فاتورتها تدفع ''كاش''، وهو ما يعني أنها مثلما ستنعش مصانع أوربا وتخلق لها مئات مناصب الشغل الجديدة، مثلما ستدفع إلى إفلاس المؤسسات الوطنية الصناعية لأنها ستنزع منها حصتها من السوق ولا يبقى أمامها سوى الغلق. ولذلك كان التلاميذ والأولياء سيصفقون طويلا وكان العمال سيقدمون تعظيم سلام باتجاه وزير التضامن لو قام هذا الأخير في تعليماته بضرورة إعطاء الأهمية للمنتج الوطني في هذه الصفقة للحافلات وفي غيرها، وذلك حتى يكون ''زيتنا في دقيقنا''، لأنه سلوك تنفذه كل الدول الأجنبية في أوربا وأمريكا وآسيا وتحرص على تطبيقه بحذافيره سواء باسم الوطنية الاقتصادية أو بسبب الأزمة المالية العالمية، ونحن أولى بفعل ذلك لأن كل شبر من التراب الوطني مسقي بدماء الشهداء.