لوّح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بشبح حرب ''بلا حدود'' مع الولاياتالمتحدة، على هامش قمة في مقر الأممالمتحدة في نيويورك لمحاربة الفقر في العالم. عقدت الدول الست الكبرى الأربعاء اجتماعا في نيويورك لبحث الملف النووي الايراني، بالتزامن مع زيارة يقوم بها الرئيس أحمدي نجاد لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة حذر فيها من أن أي حرب قد تشنها الولاياتالمتحدة على بلاده سيكون الرد عليها بلا حدود. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبراست ''نأمل أن نتمكن من خلال مقاربة عادلة تقر بحق إيران بنشاطات نووية سلمية، من اجراء مفاوضات في المستقبل القريب'' مع مجموعة 5+.1 وذكر مهمانبراست بان ''الرئيس نجاد ادلى بتصريحات صريحة حول مجموعة 5+1 وشدد فيها على استعداد إيران للمفاوضات''. وتتألف المجموعة من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) بالإضافة إلى ألمانيا. وكانت إيران قد قررت في جوان تعليق المفاوضات حتى سبتمبر مع مجموعة الست الكبرى بعد صدور قرار جديد عن مجلس الأمن الدولي يتضمن عقوبات ضد إيران بشان برنامجها النووي وخصوصا لرفضها وقف تخصيب اليورانيوم. إلى ذلك، حذر نجاد من أن أي حرب قد تشنها الولاياتالمتحدة على بلاده سيكون الرد عليها بلا حدود. وفي لقاء مع إعلاميين أمريكيين لمناسبة قمة الأممالمتحدة حول أهداف الألفية من اجل التنمية قال الرئيس الإيراني إن الولاياتالمتحدة لم تعش يوما حربا جدية، كما لم تكن يوما منتصرة، مضيفا ''أن أمريكا لا تدرك ما هي الحرب. فالحرب عندما تبدأ فانها لا تعرف حدودا''. من جهة ثانية، دعا احمدي نجاد واشنطن إلى عدم التدخل في شؤون إيران الداخلية، كما أبدى استعداد بلاده لاستئناف المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، مؤكدا أن التفاهم بين الدولتين سيصب في مصلحة الشعب الأميركي. وقال إن ''من مصلحة الشعب الأمريكي التفاهم مع إيران''، مضيفا ''الخطوة الأولى من جانب الحكومة الأمريكية هي تغيير موقفها. وما دامت الحكومة الأمريكية تسعى الى السيطرة على الشرق الأوسط وإيران فان المشكلة لن تجد حلا''. وسئل الرئيس الإيراني عما اذا كان يعتقد أنه سيكون عملا حربيا في حال سمحت الولاياتالمتحدة لطائرات حربية إسرائيلية بالتحليق فوق العراق لقصف منشآت نووية إيرانية. فأجاب بسؤال ''أتظنون أولا أن أحدا سيهاجم إيران؟ '' مستطردا ''لا أظن ذلك حقا. أن النظام الصهيوني كيان صغير جدا على الخارطة، إلى درجة أنه لا يظهر كعامل حقيقي في معادلتنا''. من جهة اخرى اكد الرئيس الإيراني ان بلاده مستعدة لاستئناف المحادثات حول برنامجها النووي السلمي ، قائلا''لقد كنا على الدوام مستعدين لمفاوضات واليوم نعتقد ان المباحثات يمكن ان تبدأ في مستقبل قريب''. وتشتبه الدول الغربية، وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة بالإضافة إلى إسرائيل، في ان إيران تحاول اقتناء السلاح الذري تحت غطاء برنامج نووي مدني وهو ما تنفيه طهران باستمرار.