أبدت الدول الغربية المعنية بالتفاوض حول الملف النووي الإيراني ليونة في مواقفها بعد أن كشفت عن رغبتها في التوصل إلى حل تفاوضي سريع مع طهران وهي التي كانت قبل ثلاثة أشهر فقط فرضت عقوبات قاسية على إيران بدعوى عدم شفافية برنامجها النووي المثير للجدل. وفي بيان مشترك وقعه وزراء خارجية دول مجموعة ''5+''1 بنيويورك أمس جددت كل من بريطانيا فرنساوالولاياتالمتحدة وروسيا والصين، إضافة إلى ألمانيا عزمهما والتزامهما لإيجاد حل تفاوضي سريع لتسوية الأزمة النووية الإيرانية. وأضاف البيان أن هدف المجموعة يكمن في إيجاد حل شامل وعلى المدى البعيد بما يسمح بإرساء ثقة المجموعة الدولية حول سلمية الأنشطة النووية الإيرانية. وعقدت الدول الست الكبرى المعنية بالملف النووي الإيراني أمس اجتماعا في نيويورك لمراجعة العقوبات الدولية الأخيرة ضد طهران والنظر في دعوتها لإجراء مفاوضات. ويأتي هذا الاجتماع غداة إعلان الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الموجود في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة الأممية عن استعداده للتفاوض بشأن برنامج بلاده النووي قريبا. وقال في هذا السياق ''لقد كنا على الدوام مستعدين للتفاوض ... واليوم نعتبر أن المباحثات يمكن أن تبدأ في مستقبل قريب''. وفي رسائل مطمئنة باتجاه الدول الغربية بسلمية برنامجها النووي سعت إيران خلال العرض العسكري الذي نظمته أمس بمناسبة الذكرى الثلاثين لاندلاع الحرب الإيرانية العراقية إلى إعطاء صبغة دفاعية عن ترسانتها العسكرية. وقال الجنرال حسن فيروز ابادي قائد أركان الجيش الإيراني أن ''القدرات العسكرية المتنامية لإيران تهدف فقط إلى صد أي اعتداءات محتملة والدفاع عن البلد ضد تهديدات العدو''. وأضاف ''يمكن أن نؤكد بكل ثقة للشعب الإيراني بان قوتنا العسكرية الأكثر أهمية في المنطقة''. وتخلل هذا العرض عملية تفجير أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 11 شخصا وإصابة العشرات الآخرين معظمهم من النساء والأطفال في انفجار قنبلة بشمال غرب إيران المعروف بالتواجد القوي للأكراد. ووقع التفجير وسط الجناح المخصص للنساء في مدينة ماهاباد اللواتي جئنا لمشاهدة العرض العسكري الذي يقام كل عام بمناسبة الحرب الإيرانية العراقية. وقال وحيد جلال زداه محافظ محافظة اذربيجان الغربية أن الانفجار وقع على مسافة 50 متر من المنصة الشرفية، حيث كانت مجموعة من النساء رفقة أطفالهن تشاهد العرض. وهو ما أدى إلى سقوط عشرة نساء قتلى وطفل، إضافة إلى إصابة ما لا يقل عن 50 آخرين. واتهم المسؤول الإيراني من وصفهم ب ''عناصر مناهضة للثورة باقتراف هذا العمل الوحشي للثأر من سكان مدينة ماهاباد الذين طالما دعموا القوات المسلحة'' وأكد بان هذه ''العملية العمياء جاءت ردا على الضربة التي ألحقتها قواتنا المسلحة بالجماعات المناهضة للثورة''. وتقع مدينة ماهاباد ذات الأغلبية الكردية في المنطقة الحدودية مع العراق وتركيا التي تشكل بانتظام مسرحا لمواجهات مسلحة وهجمات بين القوات النظامية والجماعات الكردية المسلحة. وتتهم طهرانالولاياتالمتحدة بدعم هذه الجماعات المتمردة التي تتخذ من شمال شرق العراق مواقع خلفية لها ومن أهما تلك التي تتخذ من النهج الماركسي الليليني مرجعية لها والحزب من اجل حياة حرة الكردستاني.