تحيي مكتبة معهد العالم العربي بباريس في ال25 من شهر سبتمبر الجاري الذكرى المئوية الأولى للكاتب والشاعر والمسرحي الفرنسي ''جون جونيه''، في إطار تظاهرتها السنوية ''أسبوع الثقافات الجأنبية'' وذلك من خلال تنظيم لقاء خاص على مستوى هيئتها. سيحضر لإثراء هذا اللقاء كل من الأستاذ ألبرت ديشي، المسؤول عن أرشيف جان جينية في معهد البحوث للنشر المعاصر، ومحمد سيف مخرج وكاتب وممثل مسرحي يدير فرقة ''الضفتان'' وله إلمام جيدبالأدب والمسرح في العالم العربي والغربي. وتتبع هذه المحاضرة بقراءة ممسرحة لنص ''أربع ساعات في شاتيلا''، وهي شهادة نصية كتبها جون جينيه من خلال معايشته الموت المجاني مدة أربع ساعات في المخيم الفلسطيني شاتيلا في بيروت. يتكلم هذا النص السردي بنوع من الصدق القوي الخالي من لغة الرثاء عن بذاءة الحب والموت. وتعتمد القراءة المممسرحة على النص المنشور في ''مجلة الدراسات الفلسطينية'' باللغة الفرنسية عام ,1983 ويخرج العمل المسرحي العراقي محمد سيف المقيم في باريس، حيث لم يعد النص مجرد مونولوج لشاعر، وإنما بات لعائلة تتكون من ثلاثة أصوات تتوزع أدوارها بين صوت الراوي وما حوله من جثث وشهود، ويقوم بهذه الأدوار الثلاثة كل من الفلسطينية أسييل سويس، وفاطمة قمياح ومحمد سيف. للتذكير فإن جون جنيه عرف بمساندته للقضايا العربية والإنسانية في العالم بدءا من مناصرته للفهود السود بأمريكا، ومرورا بالقضية الجزائرية وانتهاء بالقضية الفلسطينية التي كرس لها، بعد انقطاع طويل عن الكتابة، كتابين هما: ''أربع ساعات في شاتيلا''، و''أسير عاشق''، مثلما دافع عن حقوق المهاجرين في فرنسا. ولقد كانت لإقامته في المغرب حافزا مهما لتعزيز التزاماته تجاه الكثير من القضايا العربية والعالمية، إذ عبر عنها في مختلف كتاباته ولقد استوحى في مؤلفيه: ''السواتر'' و''أربع ساعات في شاتيلا'' وقائع موضوعية. عرف بكتاباته الشعرية والنثرية الغنية، التي عكست بشكل جيد شعوره وأحاسيسه والتزاماته. وولد جان جونيه في باريس عام 1910 من أبوين غير معروفين، إذ تكفل بتربيته ملجأ للأطفال، ثم عرف ظروفا قاسية مختلفة. توفي عام 1987 ودفن بمدينة ''العرائش'' بالمغرب التي استقر بها منذ سنة .1982