طالب السودان الأممالمتحدة بالعمل على إسقاط ديونه لإنعاش آمال السلام في البلاد قبل نحو 100 يوم من موعد الاستفتاء على مصير الجنوب، في وقت ترتفع فيه حدة التوتر جراء ما يحيط باحتمال انقسام السودان إلى دولتين، شمالية وجنوبية، من مخاوف من عودة الحرب، مثلما حذرت من ذلك مصادر كنسية جنوبية. وتنظر الحكومة السودانية بريبة شديدة للتدخلات الغربية والدعم القوي للاستفتاء، محذرة من أن الدوائر الغربية تسعى بكل السبل لإجراء الاستحقاق كمقدمة لتفتيت أكبر بلد عربي وأفريقي. وتسعى الخرطوم عبر القنوات الدبلوماسية إلى تلقي مساعدات دولية تهيء الظروف لإجراء الاستفتاء في موعده ودون أي تدخل خارجي يؤثر على نتائجه. وحث علي عثمان طه نائب الرئيس السوداني الدول الأعضاء في الأممالمتحدة على إسقاط ديون بلاده الخارجية المقدرة لدى صندوق النقد الدولي بنحو 38 مليار دولار. وقال طه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنه يدعو من فوق منبر الجمعية العامة إلى إعفاء السودان من الديون وفقاً لنفس المعايير التي تنطبق على الدول الأقل تطوراً، مضيفاً أن ذلك سيساعد على محاربة النمط الذي يؤدي إلى مواجهات وانعدام الاستقرار. وقال طه إن إعلان نية إعفاء السودان من ديونه سيبدد الشكوك داخل السودان بشأن الاستفتاء على استقلال جنوب السودان ويدعم المفاوضات بين الشمال والجنوب بشأن ترتيبات ما بعد الاستفتاء. ويؤكد خبراء أن الحكومة السودانية لا تثق في التعهدات الغربية بالتزام الحياد في ما يجري في البلاد، كما أنها تشعر بالإحباط من المواقف العربية المتخاذلة في دعم وحدة السودان واستقرار أوضاعه. وكانت تقارير سابقة قد أكدت أن المتمردين السابقين قد حزموا أمرهم بالاستعداد لإعلان دولة في الجنوب، وأنهم بصدد تأسيس جيش واختيار علم واسم للدولة المزعومة. وقبل مائة يوم من الموعد، بدأت مصادر كنسية، حيث تسود الديانة المسيحية في الجنوب، التحذير من اندلاع الحرب مجددا بسبب الاستفتاء. من جهة أخرى قال دبلوماسيون إن مجلس الأمن سيتوجه إلى السودان الأسبوع المقبل لمطالبة المسؤولين في الشمال والجنوب بتعجيل الاستعدادات الخاصة بالاستفتاء على استقلال الجنوب. وقال دبلوماسي في المجلس ''نريد أن نشجع الشمال والجنوب على بذل قصارى جهدهما لإجراء استفتاء التاسع من جانفي في موعده ولضمان الانتقال السلمي بعد ذلك إذا اختار الجنوب الانفصال''. وأضاف الدبلوماسي ''نريد أيضا تفقد الوضع المثير للقلق على الأرض في دارفور''. وأعلنت السلطات السودانية تأخيرا لمدة ثلاثة أسابيع في تسجيل الناخبين للاستفتاء على استقلال الجنوب مما زاد التوتر قبل ما يزيد قليلا على مئة يوم على موعد التصويت. ويقضي اتفاق السلام لعام 2005 والذي أنهى الحرب الأهلية بتخيير أهالي الجنوب في استفتاء عام بين الاستقلال والبقاء ضمن السودان الواحد.