شكل موضوع "النص المقدس و إشكالية القراءة والتأويل" محور ملتقى نظمه بكلية الآداب و العلوم الإنسانية لجامعة تلمسان مخبر انثروبولوجيا الأديان و مقارنتها. و في الجلسة الافتتاحية التي حضرها مسؤولو الكلية و أساتذة جامعيون وباحثون أشار الدكتور بوحسون العربي رئيس فرقة البحث للمخبر الى "أهمية الموضوع التي تكمن في الاختلافات الملحوظة في تفسير النص المقدس" مؤكدا أن هذه الاختلافات نجمت عن "عدة خلفيات "منها ما هو متعلق بالجانب الثقافي أو الإيديولوجي أو الاجتماعي. كما أبرز المتدخل المناهج و الطرق التي اعتمدها المختصون في تفسير و تأويل النص المقدس مثل القرآن الكريم و الحديث الشريف مشيرا إلى أنواع التفسيرات وهي "التفسير الباطني" و "الظاهري" و" الإشاري". و من جهته قدم الأستاذ منصوري من جامعة تلمسان محاضرة بعنوان "مرجعية التفسير القرآني" شرح فيها "الضوابط المتعددة" في عملية التفسير و التي حصرها في "الدراية باللغة" و" تطور دلالاتها" و" التحكم في آلياتها و مخارجها" و"الإلمام بالفقه و السنة" و" الاطلاع على الغريب و الدخيل و المكذوب" مع الاعتماد على الترجيح في بناء الرأي و الدلائل المنطقية. أما الأستاذ بلغيث عبد المجيد فقدم مداخلة بعنوان "التأويل وأثره في نشأة الفرق و الجماعات الإسلامية" حيث شرح طبيعة النص المقدس مثل القرآن الذي قال عنه أنه "يتميز بإعجازه و توسع دلالاته" باعتباره خطاب مرسل إلى البشرية في كل مكان و زمان مؤكدا أن هذا الإعجاز أدى الى "الاختلاف في التأويل والتفسير". كما أدى هذا الاختلاف حسب المحاضر إلى ظهور نزعات و طوائف في عملية التفسير و نشوء جماعات تتميز بتوجهها الديني الخاص . أما الأستاذ مشربط المختص في علم النفس فقد أعطى لمفهوم التفسير و التأويل "دلالة سيكولوجية" باعتبارها تابعة لعلم النفس المعرفي مشيرا أن هناك ميكانزمات نفسية التي تتحكم في تأويل النص.