دعت ''عائشة بن شلابي''، رئيسة جمعية ترقية الفتاة، كافة الجمعيات النسوية التي تنشط في قطاع الصحة خاصة المتعلقة بمرض السرطان، إلى تنسيق جهودها معها من أجل تنظيم أيام تحسيسية لفائدة النساء السجينات بالمؤسسة العقابية للحراش وكذلك ليبوفاريك، بهدف توعيتهن حول سرطان الثدي الذي أضحى يهدد حياة الكثيرات في الآونة الأخيرة وهذا تزامنا مع أكتوبر المصادف للشهر العالمي لسرطان الثدي. كشفت ''عائشة بن شلابي''، رئيسة جمعية ترقية الفتاة، عن رغبتها الشديدة في تنظيم أيام تحسيسية لفائدة النساء المقيمات بالمؤسسة العقابية المتواجدة بالحراش بالإضافة إلى أخرى ببوفاريك، وهذا من أجل مسايرة الحدث الصحي المتمثل في الشهر العالمي لسرطان الثدي الذي يصادف الشهر الحالي وهو أكتوبر. ووجهت ذات المتحدثة في اتصال خصت به ''الحوار'' نداءها بهذه المناسبة إلى كل الجمعيات المختصة التي تهتم بصحة المرأة إلى التعاون معها ومد يد المساعدة لها من أجل أن تتمكن من المساهمة في نشر الوعي باعتبارها حركة جمعوية خاصة بالنساء وشريكا اجتماعيا يلعب دورا كبيرا في التعريف بمختلف القضايا والمشاكل المرتبطة بهن، كما دعت أيضا المختصين والمسؤولين من وزارة الصحة إلى مسايرتها بهدف التقرب من شريحة السجينات اللواتي يعتبرن في وضعية لا تسمح لهن بالاطلاع على ما يحدث للعالم الخارجي لا سيما في مجال الأمراض المزمنة والخطيرة التي أصبحت منتشرة بكثرة وعلى رأسها سرطان الثدي، وبالتالي فوجود مثل هذه الأيام التوعوية من شأنها تحقيق نتائج أفضل، حيث تعد فرصتهن لإعلامهن بأهم الأسباب التي تدفع إلى ظهور أعراض هذا المرض الخبيث إلى جانب الطرق الوقائية التي يمكنهن اتخاذها في حال إصابتهن به. وشددت ''عائشة بن شلابي'' على دور مثل تلك الجمعيات النسوية في خلق سبل التواصل مع السجينات، الأمر الذي يجعلهن يشعرن بالراحة ويفتح أمامهن المجال للشكف عما بداخلهن والتعبير عن انشغالاتهن وبصفة أدق في حال إحساسهن بمرض ما ومن ثم فعن طريق احتكاكهن برئيسات الجمعيات يصبح بوسعهن البوح بكل سهولة بما يعانين منه دون الشعور بالخجل أو التعقيد. كما تضيف أيضا أن قضية مرضى سرطان الثدي صارت تستدعي دق ناقوس الخطر وبذل مجهودات جبارة في سبيل التقليص من عدد حالات الإصابة التي باتت تسجل ارتفاعا ملحوظا من سنة إلى أخرى، وهو ما يستلزم على النساء التشخيص المبكر لوضعيتهن الصحية وهي خطوة لا يمكن أن تخطر ببال المقيمات بالمؤسسات العقابية، إلا من خلال استفادتهن من برامج تحسيسية وتوعوية تقدم لهن النصائح والإرشادات اللازمة التي تقيهن من سرطان الثدي. وعلى هذا الأساس، فإن تجنيد المختصين في هذا المجال يساهم في إقناعهن بحجج علمية بمدى خطورة المرض ونجاعة الفحص الذاتي لأثداءهن كوسيلة لوقاية أنفسهن. كما تطرقت رئيسة جمعية ''ترقية الفتاة'' إلى إمكانية مساعدتها في إعداد منشورات إعلامية تحسيسية للنساء المحبوسات، تهدف إلى منحهن جميع التفاصيل الضرورية التي تعمل على تكوين ثقافة احتياطية لهن وتجنبهن البقاء حبيسات للجهل واللاإدراك ويكون بمقدورهن الاطلاع على خبايا ذلك المرض. هذا وتعتبر هذه المبادرة التي ترغب في القيام بها جمعية ''ترقية الفتاة'' الخاصة بسرطان الثدي إحدى العمليات التي دأبت عليها منذ نشأتها، حيث تعمل على مدار العام في مجال التوعية والتحسيس حول عدة أمراض أخرى، وقد سبق لها في السنة الماضية أن نظمت يوما إعلاميا حول داء فقدان المناعة المكتسبة أو ''السيدا'' وهذا جراء تزايد الوضع خطورة بين الجزائريين ولا سيما النساء اللواتي يقعن ضحايا في فخ هذا المرض الفتاك نتيجة لا وعيهن بطرق الإصابة به، ومن خلال إقامتهن لعلاقات مشبوهة توصلهن إلى تلك النهاية المشؤومة. ومن هنا تؤكد ''عائشة بن شلابي'' بأن المرأة الجزائرية حبيسة القضبان لا يجب تركها مهمشة وغير معنية بالعمليات التوعوية بل لابد من إشراكها في كل المناسبات حتى تبقى متيقظة ويكون باستطاعتها التصدي لكل أنواع الأمراض ومختلف المشاكل التي ستواجهها مستقبلا، فوجودها في ذلك المكان لا يعني أنها غير قادرة على استيعاب ما سيقال أو يوجه إليها من إرشادات وتعليمات خاصة عندما تتعلق بالحفاظ على صحتها وإنقاذها من الموت. وللإشارة فإن جمعية ''ترقية الفتاة'' تفتح أبوابها لكل شرائح النساء، حيث تقوم بتقديم لهن عدة دروس سواء في صناعة الحلويات، الخياطة أو الطرز قصد مساعدتهن على إثبات وجودهن في المجتمع والتمكن من الحصول على شهادة تنفعهن وتسهل عليهن مهمة العثور على فرصة عمل حتى لا يبقين حبيسات البيت ويستثمرن أوقات فراغهن في حرفة مناسبة لهن.