تعكف جمعية ترقية الفتاة وكعادتها على تنظيم حفل لفائدة النزيلات الفائزات على مستوى المؤسسة العقابية للحراش وبوفاريك مباشرة بعد عيد الفطر المبارك، حيث ستوزع جوائز تشجيعية على النساء اللواتي أبدعن في حفظ القرآن الكريم طيلة شهر رمضان الكريم والبالغ عددهن 70 مترشحة تنافسن على احتلال المراتب الأولى من أجل نيل شرف قراءة كتاب الله تعالى وإثبات قدرتهن على التمسك بأداء العبادات رغم تواجدهن في ذلك المكان. كشفت ''عائشة بن شلابي'' رئيسة جمعية ترقية الفتاة أنه سعيا للتقرب أكثر من النساء المقيمات بالمؤسسة العقابية للحراش وكذلك الموجودات ببوفاريك وتحفيزهن على القيام بنشاطات دينية خلال شهر رمضان الكريم وجعلهن يثبتن وجودهن في المجتمع الجزائري، فقد ارتأت الجمعية أن الشهر الكريم كان خير مناسبة لمنحهن هذه الفرصة، حيث تم تنظيم مسابقة لحفظ القرآن الكريم لفائدة 70 سجينة تراوحت أعمارهن ما بين 15 و40 سنة حيث كانت المنافسة شديدة بينهن للظفر بلقب أفضل حافظة، وقد جاءت هذه العملية بهدف خلق روح التسابق فيما بينهن والحرص على تحقيق الرضى النفسي للمقيمات في مثل هذه المؤسسات وهي طريقة تجعلهن يستعدن ما يجدن القيام به في مختلف مجالات الحياة ويواصلن جميع الأمور التي دأبن عليها، ولأن الظروف تحتم عليهن قضاء فترة معتبرة داخل المؤسسة العقابية وهن بعيدات عن عائلاتهن وبالتالي وحتى لا ينقطعن عن القيام بالعبادات التي اعتدن عليها وهن حرات ولا يشعرن بأن السجن قد جعلهن بعيدات عن طاعة الله خاصة تلك المرتبطة بشهر رمضان الفضيل، وعلى هذا الأساس جاءت هذه المبادرة لمساعدتهن حيث أكدت رئيسة ترقية الفتاة في تصريح ل''الحوار'' أنه سيكون هناك حفل لتوزيع الجوائز بعد العيد في كل من مؤسسة الحراش وبوفاريك قصد تشجيعهن على المواصلة، كما كشفت ذات المتحدثة أن هذه الجمعية قامت كذلك بتنظيم مسابقة لحفظ القرآن الكريم للأشخاص العاديين وهذا لفائدة 10 أمهات في الحي، 15 طفلة و20 طفلا وهذا من أجل غرس ثقافة قراءة المصحف الشريف والمواظبة على حفظ آياته الكريمة وهي فرصة تمكنهم من الحصول على الأجر الكبير خاصة في ذلك الشهر العظيم، كما تحرص في كل رمضان على تقديم يد العون للعائلات المحتاجة والتكفل بما ينقصها. وفي هذا السياق تضيف عائشة بن شلابي أنه في شهر رمضان الكريم لهذه السنة أشرفت على توزيع 120 قفة وهذا منذ الأسبوع الثاني منه، تضمنت مختلف المواد الغذائية الأساسية التي من شأنها مساعدة مجموع تلك العائلات على تدير أمورها خاصة في ظل المصاريف الكبيرة التي يتطلبها ذلك الشهر، كما لم تستثن التلاميذ أيضا من مبادراتها الخيرية التي تعد الهدف الأسمى الذي تعمل من أجله الجمعية حيث سيستفيد حوالي 160 تلميذ معوز من أدوات مدرسية ومحافظ قصد إعالتهم تحسبا للدخول المدرسي خاصة وأنه تزامن هذه السنة مع عيد الفطر المبارك وبالتالي فإن هذا الأمر أثقل كاهل العديد من الجزائريين في التوفيق بين هتين المناسبتين التي تتطلب كل واحدة منها مصاريف أكبر من الأخرى ولهذا فإنها وبفضل الإعانات التي تتلقاها من مختلف الجهات الرسمية تمكنت من إدخال الفرحة إلى قلوب العديد من الأسر الجزائرية التي تعاني من عجز مادي وتمكنها ولو بالقدر القليل من تجاوز محنتها. جمعية ترقية الفتاة.. نشاطات نسوية على مدار السنة تجدر الإشارة إلى أن جمعية ترقية الفتاة تفتح أبوابها لجميع النساء على مدار السنة حيث تتولى القيام بتكوينات لفائدتهن وصقل مهاراتهن في عدة مجالات كالطبخ، صناعة الحلويات وتقديم دروس في محو الأمية وغيرها من الأنشطة التي تهدف إلى تقريبهن من الحياة العملية وتسهل عليهن كسب لقمة عيشهن عن طريق الاعتماد على أنفسهن. وقد استطاعت منذ نشأتها سنة 1993 أن تشهد إقبالا كبيرا من طرف سيدات ماكثات في البيت وحتى الشابات اللواتي وجدن في هذه الجمعية مناخا لسد حلقات الفراغ في حياتهن خاصة من لا تزاول أية نشاط سواء من حيث العمل أو الدراسة، وهو ما منح لهن الفرصة لاستغلال معارفهن وتنميتها في شتى أنواع الصناعات اليدوية. وبفعل الخدمة الجيدة المقدمة في هذه الجمعية والإرادة الفولاذية التي تمتلكها رئيستها تمكنت من كسب ثقة العديد من النساء ليصل عدد اللواتي حصلن على تكوين في سنة 2009 إلى حوالي مائة و50 فتاة وهذا في جميع التخصصات الموجودة التي يشرف على تقديم الدروس بها معلمات، كما استطاعت جمعية ''ترقية الفتاة'' أيضا تكوين 22 نزيلة من المؤسسة العقابية بالحراش في تخصص الرسم على الحرير وهذا في نفس السنة، وهي أرقام تتنظر ''عائشة بن شلابي'' أن تتزايد نظرا لرغبة المرأة الجزائرية المستمرة في التعلم وحرصها الشديد على أن تكون في يدها حرفة تنفع بها نفسها وتعينها على الزمن، فبدل قضاء أوقاتها في البيت فإنه من الأفضل لها أن تلتحق بهذه الجمعية التي تعتبر بمثابة مدرسة ومصدر رزق لها في المستقبل.