أكدت عديد الجمعيات من المجتمع المدني الإيطالي على عدالة القضية الصحراوية وشددوا على أن جبهة البوليزاريو ''لم تستخدم أبدا أساليب إرهابية سواء في المغرب أو في أي بلد آخر''، مذكرين بأنه في سنة 1991 ومن أجل وقف إطلاق النار أرسلت منظمة الأممالمتحدة بعثة المينورسو المكلفة بمراقبة الهدنة وتنظيم استفتاء للاختيار بين الإدماج أو الاستقلال. وأعربوا عن أسفهم لكون أن هذا الاستفتاء لم يتحقق بسبب معارضة المغرب الذي يستمر في قمع مظاهرات المناضلين''. كما أوضح المحاضرون بأن مجلس الأمن قد مدد عهدة المينورسو مرارا على أمل أن يتخذ المغرب موقفا ''إيجابيا'' لكن مرت حوالي عشر سنوات وللأسف الحل يبدو بعيد المنال''. وكانت مدينة نابولي الإيطالية قد نظمت لقاء تضامنيا مع الشعب الصحراوي من أجل تحسيس الرأي العام حول المسألة الصحراوية، وأشارت وكالة الأنباء الجزائرية إلى أن هذا اللقاء الذي يندرج في إطار نشاطات التوأمة مع مدينة نابولي مكن منشطيه من ''تحسيس الرأي العام والهيئات المحلية حول المسألة الصحراوية لا سيما حول التحضير للدورة العامة للجنة الأممالمتحدة الرابعة حول تصفية الاستعمار المقرر عقدها يوم 7 أكتوبر الجاري''. وأوضح نفس المصدر بهذه المناسبة أن ''الصحراويين شعب قبلي يعيش في منطقة الصحراء الغربية وهي منطقة غنية بالفوسفات ولقد كانت مستعمرة اسبانية إلى غاية سنة .''1975 وحسب نفس المصدر فإن الإيطاليين في نابولي تمكنوا من الاطلاع عن طريق هذه الندوة من ''أن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية تم إعلانها سنة 1976 لكن منظمة الأممالمتحدة لم تعترف بها أبدا كجمهورية مستقلة''. وأضاف المحاضرون أنه تم ''إدراج الصحراء الغربية منذ سنة 1963 في قائمة الأقاليم التي يجب فيها تطبيق حق تقرير المصير طبقا لقرارات الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة''، مذكرا باحتلال المغرب للإقليم بعد خروج الإسبان منه. ومنذ ذلك الحين ''أجبر الاحتلال المغربي آلاف المناضلين الصحراويين وعائلاتهم على النزوح بحيث وجدوا المأوى في الجزائر خاصة في مخيمات اللاجئين في تندوف. ولهذا السبب فإن ''نابولي تساند الشعب الصحراوي منذ سنين عديدة من خلال عمل الفنانين بما فيهم المخرج ماريو مارتون الذي صور فيلما في مخيمات اللاجئين وفابريزيا ريمنودينو التي كتبت عددا من القصص عن الصحراويين باللغة الإيطالية''. كما ذكروا بتضامن الجمعيات المحلية مع الصحراويين مستشهدين باستقبال أطفال يعيشون في مخيمات اللاجئين في نابولي كل سنة والتزام البلدية تجاه هذه القضية وأنه في سنة 2006 حظيت المناضلة الصحراوية اميناتو حيدر بالمواطنة الشرفية. وطالب المناضل الصحراوي يديح التروزي بهذه المناسبة بمنح الصحراويين ''يوما لتنظيم الاستفتاء''. وقال مناضل آخر ''لقد تعبنا''، مضيفا أنه بعد 35 سنة ''بدأت ثقة الشعب الصحراوي في الأممالمتحدة تتراجع'' حتى وإن كنا دائما نحسس مواطنينا باللجوء إلى الوسائل السلمية في كفاحهم من أجل تقرير المصير.