طالب المختصون في الصحة التنفسية والأمراض الصدرية بالتخفيف من المطالبة باستصدار كشف الأمراض الصدرية للراغبين في التقدم بطلبات عمل أو طلبة الجامعات، حيث أبرز البروفيسور نافتي رئيس مصلحة الأمراض الصدرية والتنفسية في هذا السياق أنه من بين 500 ألف طلب كشف عن الأمراض الصدرية المقدمة عبر الوطن تم اكتشاف 5حالات فقط للإصابة بالسل. يزداد عدد طالبي الكشف عن الأمراض الصدرية مطلع كل دخول اجتماعي وتمتلئ قاعات الكشف بأعداد كبيرة من الراغبين في الحصول على هذه الورقة الطبية سواء من العمال أو الطلبة أو غيرهم ممن تتطلب شروط العمل عدم إصابة المتقدم للعمل بأي مرض تنفسي أو صدري، وهو ما يخلق ضغطا كبيرا على مصالح الأمراض الصدرية. وقد بينت إحصاءات الجمعية الجزائرية للأمراض التنفسية والصدرية تسجيل أكثر من 500 ألف طلب كشف عن الأمراض الصدرية. وحسب البروفيسور نافتي سليم، رئيس مصلحة الأمراض التنفسية والصدرية، فإنه ومن بين هذا العدد الكبير للمتقدمين لم يتم العثور إلا على 5 حالات تأكدت إصابتها بالسل، وهورقم ضعيف يقلل من أهمية استصدار مثل هذه الشهادة الطبية خاصة أن الأمراض الصدرية تظهر للعيان ولا يمكن إخفاؤها خاصة مرض السل أو الربو أو الحساسية الصدرية. فهذه الأمراض التنفسية الثلاثة لها أعراضها التي تظهر جليا، وهو ما يقلل من أهمية استصدار مثل هذه الشهادات التي يطلب استخراجها كل عام. الشهادات الطبية تضاعف متاعب المقبلين على العمل تلزم الكثير من الشركات العمومية والخاصة طالبي العمل فيها بإجراء كشوف طبية مختلفة لضمان سير العمل بطريقة جيدة، ومن بين الشهادات التي تطلبها الشركات شهادة طبية تثبت قدرته على تحمل العمل وخلو جسمه من أمراض مختلفة مثل سلامة النظر وشهادة للطب العام، بالإضافة إلى شهادة تثبت خلوه من الأمراض التنفسية والصدرية، وهو ما يخلق حالة من الاستياء وسط الراغبين في العمل نتيجة تواجد أعداد هائلة وطوابير طويلة يوميات في المستشفيات والمراكز الصحية والمختلفة للظفر بهذه الشهادة الطبية أو تلك. كما نجد أن نفس حالة الاستياء تظهر لدى الأطباء نتيجة تأكدهم من عدم جدوى ما يقومون به ويعتبرون أن ذلك مجرد زيادة تعب وروتين يدخلون فيه مطلع كل دخول اجتماعي دون جدوى. وحتى الشباب يرى أن الوثائق المطلوبة للالتحاق بالعمل أو بالدراسة كثيرة جدا ويتطلب استخراجها وقتا كبيرا نتيجة الضغط الذي تشهده البلديات والدوائر. وأكثر ما يخيف المقبلين على العمل أو الدراسة أو الالتحاق بمناصب في سلك الأمن والدرك هو تلك الطوابير التي تشهدها يوميا مختلف الإدارات العمومية. ويرى الكثير من هؤلاء الشباب أن إضافة بعض الشروط للالتحاق بالعمل مثل مختلف الشهادات الطبية زاد من معاناتهم خاصة أنهم يرون أن الكثير من هذه الوثائق لا جدوى منها، فالمصاب بالأمراض التنفسية أو الصدرية مثل السل أو الربو يظهر عليه ذلك دون اللجوء إلى طبيب مختص. ونتيجة لعدم العثور وسط هذا الكم الهائل من المتقدمين للكشف سوى على عدد بسيط جدا من حالات السل، أصبح من المهم التفكير مليا في طلب هذه الشهادة التي لا تزيد في ملف الشاب ولا تنقص منه شيئا. ويرى الكثير من الشباب أن هذا الإجراء لا يمكن وصفه بالبيروقراطي ولا يدري الأغلبية ما هو الغرض منه بما أن المشاكل التنفسية لا يمكن إخفاؤها. س.ح