أكد مختصون مشاركون في الأيام الدولية الأوراسية الخامسة للأمراض الصدرية بباتنة، على ضرورة الكشف المبكر عن الأمراض الصدرية ولاسيما السرطانية من خلال الاعتماد على التقنيات الحديثة. وشدد المتدخلون على وجوب تدعيم المستشفيات والمصالح المتخصصة بالتجهيزات اللازمة التي تسمح بتشخيص هذه الأمراض في مراحلها الأولى للتكفل بها ومتابعتها وبالتالي التقليل من مضاعفاتها على المصابين، إلى جانب الحد من تكاليفها الباهظة التي غالبا ما تتكفل بها الدولة. وأبدى بعض الأخصائيين ''تفاؤلا كبيرا'' بالإجراءات الجديدة التي اتخذتها مؤخرا الدولة وكشف عنها وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد سعيد بركات، خلال الأسبوع الجاري، فيما يتعلق بتخصيص غلاف مالي بقيمة 160 مليار دج موجه لتجديد 320 مستشفى على المستوى الوطني، معتبرين هذه المبادرة ''خطوة إيجابية لتحديث المستشفيات الجزائرية بما يواكب التطور العلمي الحديث وتحسين التكفل بالمرضى'' . وأكد رئيس اللجنة العلمية لهذه التظاهرة البروفيسور عبد المجيد جبار أن المختصين الأجانب الذين شاركوا في هذه الأيام العلمية الدولية التي احتضنتها على مدى يومين كلية الطب بباتنة أطلعوا الحضور من أطباء ممارسين و مختصين بأحدث الوسائل المستعملة في الكشف عن الأمراض الصدرية وخاصة الأورام السرطانية سواء في الجهاز التنفسي أو خارجه ومنها جهاز ''ليكوندو سكوبي'' وكذا ''ليكوفيبروسكوبي برانشيك'' الذي يستغل حاليا في أربعة مراكز استشفائية فقط بأوروبا. وأكد هذا المختص بأن هذا الجهاز يساعد على الدقة في تشخيص بعض الأمراض الصدرية ومنها ال ''ساركويدوز'' (مرض يصيب الرئة) بنسبة 80 بالمائة دون اللجوء إلى اقتطاع النسيج الحي لفحصه مجهريا، بينما الوسائل التقليدية تمكن من التأكد منه بنسب تتراوح ما بين 5 و10 بالمائة. وبين المتدخلون من جهة أخرى الدور الكبير الذي يلعبه التدخين ليس فقط في ظهور الأمراض الصدرية المختلفة لدى المدخنين وإنما آثاره الوخيمة على محيط المدمنين على السيجارة من غير المدخنين، مما تسبب في السنوات الأخيرة في ظهور سرطان الرئة لدى فئات عمرية متوسطة وشابة، حيث تم تسجيل حالة بمصلحة الأمر الصدرية بباتنة في الثلاثي الأول من سنة 2010 لا يتجاوز عمرها 26 سنة أصيبت بسرطان الرئة. وتعرضت التدخلات أيضا إلى المحاور الأخرى والخاصة بصفاق الرئة والعجز التنفسي والالتهابات التنفسية وتشخيصها وطرق التكفل بها في المستشفيات الجزائرية. وتم على هامش الأيام الدولية الأوراسية الخامسة التي لاقت إقبالا كبيرا من طرف أطباء ممارسين وباحثين وطلبة كلية الطب تخصيص جائزتين: الأولى للطلبة والثانية للأطباء حول أحسن قراءة للأشعة وأحسن مداخلة علمية مقدمة للملتقى. يذكر أن هذه التظاهرة العلمية من تنظيم قسم الأمراض الصدرية بالمؤسسة العمومية الاستشفائية بباتنة، بالتنسيق مع جامعة الحاج لخضر ومديرية الصحة.