تشهد الدول العربية في السنوات الاخيرة ارتفاعا كبيرا في عدد معارض الكتب، ولكن في الوقت الذي يفترض ان تكون هذه المعارض نقطة إيجابية تسجل لحساب الثقافة العربية من اجل الرقي بها إلى درجة أعلى خاصة فيما يتعلق بالمقروئية، تحولت إلى نقمة، بعد أن اصبح توقيت تنظيم جل هذه المعارض في زمن واحد أو بشكل متقارب يضع دور النشر في موقف حرج في اختيار الوجهة ومن ثمّ تفويت فرص كثيرة بعدم المشاركة في المعارض الاخرى. هذا المشهد ألقى بظلاله ايضا على المثقف ودور النشر وحتى القارئ الذي يعتبر اول المتضررين من كل هذا. يأتي هذا الامر ليؤكد غياب الحوار بين الدول العربية والاتفاق على مخطط معين يخلص معارضنا من هذه العشوائية، في ظل عجز الاتحاد العام للكتاب العرب عن التنسيق بين مختلف المعارض العربية لتصبح العشوائية سيدة الموقف. ''الحوار''، وعلى هامش معرض الخرطوم الدولي للكتاب الذي تجري فعالياته حاليا بالسودان، سلطت الضوء على الموضوع واقتربت من بعض دور النشر العربية وحتى المثقفين وكذلك القراء لترصد ارائهم حول الموضوع. الشاعر السوداني الفاتح محي الدين التنسيق من شأنه جعل معرض الكتاب سوقا عربية مشتركة في البداية اقتربنا من الشاعر السوداني الفاتح محي الدين الذي بادر قائلا ''التضارب في تنظيم هذه المعارض بصورة تلقائية يؤدي الى غياب الكثير من دور النشر بسبب غياب بعض المناطق الثقافية الكبرى مثل منطقة المغرب العربي التي يتطلع المثقفون في المشرق العربي لكتبها ولا يجدونها. كما أن الكثير من الشخصيات الهامة من المفكرين والكتاب والشعراء والادباء والصحفيين يعتذرون عن حضور البرنامج المصاحب لكثرة الارتباطات في فعاليات عربية اخرى ممثلين لبلدانهم ولو جرى تنظيم لمعرض الكتاب في العالم العربي بالتنسيق مع الاتحاد العام للناشرين العرب لما حدث هذا... هذا الاتحاد غير قادر على التنسيق. قبل ايام نظم معرض عمان وصنعاء في نفس الفترة ولحقها معرض السودان...''. هذا وأبرز محدثنا خلال حديثه انه عند مراعاة ظروف العرض فهذا من شانه أن يجعل كل معرض كتاب في العالم العربي سوقا مشتركا للكتاب. ياسر صاحب دار المركز القومي للإصدارات القانونية غياب التنظيم سيقلل من الإصدارات الجديدة من جهته اعتبر ياسر، صاحب دار المركز القومي للإصدارات القانونية، ان التضارب في مواعيد معارض الكتاب العربية يؤثر سلبا بالدرجة الاولى على دار النشر التي لا تتمكن من المشاركة في جميع المعارض التي تقام في وقت واحد أو في وقت متقارب. ''وإذا شاركنا في معارض كثيرة، يقول ياسر، فهذا يعني ارسال اشخاص غير مؤهلين لا يعرفون لا التسويق ولا كيفية التعريف بالكتاب فيحرم القارئ من الكتاب ونحن نتكبد خسائر كبيرة وبالتالي مردودنا للعناوين الجديدة سيقل. زكريا الجاسم دار النور السورية اتحاد الناشرين العرب عاجز عن التنسيق فيما بين المعارض هذا وأكد زكريا الجاسم، مسؤول دار النور السورية، أن تضارب المعارض يؤثر سلبا على دار النشر وهذا يدل على ان اتحاد الناشرين العرب غير قادر على التنسيق فيما بين هذه المعارض قبل أيام، يقول محدثنا: ''نظمنا معرضي عمان وصنعاء في أوقات متقاربة لو كان الواحد منا يملك طائرة خاصة لما استطاع أن يحضر كل هذه المعارض... فنحن مثلا لدينا في دار النشر أربعة أشخاص ولما أقوم برفع عدد المسوقين فإن التكلفة المالية للدار ترتفع... ولهذا ليس كل المؤسسات المهتمة بطباعة الكتاب تستطيع القيام بذلك .