ينتظر أن يحل اليوم أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر بالجزائر في إطار زيارة رسمية تعد الأولى من نوعها، وتهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين، وتأتي ضمن جولة مغاربية ستقوده أيضا إلى كل من تونس والمغرب وموريتانيا. وأوضحت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية أن صباح الأحمد الجابر الصباح سيجري خلال هذه الجولة مباحثات مع قادة الدول التي سيزورها، ومنها الجزائر تتناول العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في كافة المجالات بالإضافة إلى القضايا العربية والدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وتشير إحصاءات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية إلى أن هذا الأخير قدم لدول المغرب العربي عدا ليبيا قروضا بلغ مجموعها 84 قرضا، بقيمة إجمالية بلغت 263ر575 مليون دينار كويتي مخصصة لقطاعات الزراعة والري والصناعة والمياه والصرف الصحي والنقل والمواصلات والطاقة وبنوك التنمية والشؤون الاجتماعية. وكان الزعيم الكويتي قد شارك يومي السبت والأحد الماضيين في أشغال القمة العربية الاستثنائية، والقمة العربية الإفريقية الثانية اللتان احتضنت أشغالهما مدينة سرت الليبية، وبعدها تنقل أمس إلى تونس أين التقى بالرئيس زين العابدين بن علي. وتهدف زيارة الزعيم الكويتي إلى الجزائر إلى تعزيز العلاقات بين البلدين، وردا على الزيارتين اللتين أداهما رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى الكويت، كانت الأولى في أفريل 2008 بمناسبة احتضان الكويت للقمة العربية الاقتصادية في جانفي .2009 وتسعى الجزائر والكويت في السنوات الأخيرة إلى رفع مستوى شراكتهما في جميع المجالات من خلال اجتماعات اللجنة المختلطة الجزائرية-الكويتية والتي عقدت دورتها السادسة في الكويت خلال الفترة الممتدة من 1 إلى 3 جوان الماضي، وتوجت بالتوقيع على ست اتفاقات تعاون تشمل مجالات الطاقة والنقل والفلاحة والموارد المائية والتكوين والتعليم المهنيين والثقافة وترأسها وزير المالية كريم جودي ونظيره الكويتي مصطفى جاسم الشمالي، وقد خلصت أشغال اللجنة وقتها إلى إنشاء لجنة متابعة للتعاون الثنائي تجتمع ما بين الدورتين للقيام بحصيلة حول مدى تنفيذ التوصيات المحددة باتفاق مشترك، كما تقرر تنظيم بالكويت قبل نهاية السنة الجارية يوما إعلاميا حول الإطار القانوني المسير للاستثمار في الجزائر وحول فرص الاستثمار التي توفرها السوق الجزائرية في مختلف المجالات لفائدة رجال الأعمال والمستثمرين الكويتيين. وعن العلاقات بين البلدين، قال جودي إنها تشهد تطورا كبيرا في مختلف المجالات، داعيا إلى إعطائها دفعا جديدا والارتقاء بها إلى مستوى العلاقات السياسية التي تدعمها قيادتا البلدين، مبينا أن الجزائر تسعى إلى التعاون والاستفادة من الخبرات والتجارب الكويتية في المجالات الاقتصادية والتجارية بما يخدم البلدين. واحتضنت الجزائر من جانبها في شهر نوفمبر 2008 الدورة الخامسة للجنة الجزائرية-الكويتية المشتركة والتي اختتمت بالتوقيع على عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين، تشمل بروتوكول التعاون المشترك بين غرفة تجارة وصناعة الكويت والغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة واتفاق التعاون في مجال الأرشيف وتبادل المطبوعات والمعلومات والخبراء والتدريب، إضافة إلى مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الشباب والرياضة ومذكرة تفاهم في مجال الشؤون الدينية والأوقاف، كما وقع الجانبان على مذكرة تفاهم تسمح بتعدد شركات الطيران الوطنية في كلا البلدين وزيادة عدد رحلات الركاب والشحن والتعاون بين شركات الطيران الوطنية للدخول.