يحل أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بالجزائر هذا الأسبوع في زيارة رسمية تعد فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية بين الجزائر والكويت وفتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين الشقيقين. وتعتبر زيارة أمير الكويت للجزائر الأولى من نوعها منذ توليه سدة الإمارة، لذا فإنها تحظى بأهمية كبيرة لدعم وتعزيز العلاقات الثنائية الأخوية بين الكويت والجزائر، وستكون فرصة كبيرة للتشاور والتنسيق بين قيادة البلدين لما فيه مصلحة العمل العربي المشترك والأمة العربية، ويرتقب أن تكون الزيارة نافذة جديدة لتدعيم العمل المشترك وتكثيف الزيارات الثنائية في مختلف القطاعات، خاصة وأن حجم المبادلات بين البلدين بلغ 11 مليون دولار أمريكي في عام ,2009 وهو رقم مرشح للارتفاع في ظل الإرادة السياسية لدى البلدين لتوسيع التعاون فيما بينهما. وبالنسبة للجزائر فإن هذه الزيارة تكتسي أهمية تطوير العلاقات الثنائية في شتى المجالات، لاسيما في المجال التجاري، وقال وزير التجارة السيد مصطفى بن بادة بحر الأسبوع الماضي في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية أن الجزائر مهتمة بتعزيز التعاون التجاري، وأثنى على الدور الريادي لدولة الكويت في طرح ومعالجة قضايا اقتصادية واجتماعية مرتبطة بالوطن العربي عبر احتضانها لأول قمة عربية اقتصادية اجتماعية في شهر جانفي عام ,2009 كما أشاد بن بادة بمبادرة أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في هذه القمة عن طريق إنشاء الصندوق العربي لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة للقطاع الخاص، وهي مبادرة أيدتها الجزائر معتبرا إياها بادرة خير تعود بالنفع على الدول العربية كاملة. وكان الوزير قد دعا إلى تكثيف تبادل الزيارات بين المسؤولين ورجال الأعمال لإعطاء دفع قوي للاستثمارات الكويتية في الجزائر، وأشاد بتجربة الكويت الرائدة في عدة قطاعات من بينها قطاع المصارف والسياحة، مشيرا إلى أن الجزائر تحتاج إلى الخبرة الكويتية في هذين القطاعين الهامين في تطور أي بلد. وتشهد العلاقات بين البلدين تطورا كبيرا في مختلف المجالات وهو ما يشكل حافزا لتوطيد التعاون والتنسيق المستمر بينهما، وبين الجزائر والكويت العديد من الاتفاقيات منها التي وقعها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة خلال زيارته إلى دولة الكويت عام ,2008 في مجال التعاون الاقتصادي والتقني يشمل كافة المجالات. وكانت الجزائر العاصمة قد احتضنت في شهر نوفمبر 2008 الدورة الخامسة للجنة الجزائرية-الكويتية المشتركة والتي اختتمت بالتوقيع على عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين، حيث تم التوقيع على بروتوكول التعاون المشترك بين غرفة تجارة وصناعة الكويت والغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة واتفاق التعاون في مجال الأرشيف وتبادل المطبوعات والمعلومات والخبراء والتدريب. كما وقع الجانبان مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الشباب والرياضة ومذكرة تفاهم في مجال الشؤون الدينية والأوقاف. كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم تسمح بتعدد شركات الطيران الوطنية في كلا البلدين وزيادة عدد رحلات الركاب والشحن والتعاون بين شركات الطيران الوطنية للدخول في ترتيبات الرمز المشترك يذكر أن أمير دولة الكويت غادر مدينة سرت الليبية أمس بعد مشاركته في القمة العربية الاستثنائية ويعرج اليوم على تونس وبعد زيارته إلى الجزائر يواصل زيارته إلى موريتانيا والمغرب.