يسلط الأستاذ رفعت شميس في هذا اللقاء الذي جمعه ب''الحوار''، على هامش معرض الخرطوم الدولي للكتاب الذي تتواصل فعالياته إلى غاية السابع عشر من شهر أكتوبر الجاري، الضوء على مسألة الرقابة التي تنتهجها بعض الدول العربية خاصة سوريا على خير جليس والتي يعتبرها شميس إجراء طبيعيا لسلامة وأمن الاستقرار الداخلي لأي دولة. ظاهرة الرقابة على الكتب مازالت تفرض نفسها في كل معرض كتاب عربي أو دولي وهي تؤثر فعلا على بعض دور النشر، هل انتم مع أو ضد هذه الرقابة وهل تعرضت هيئتكم لمثل هذه الرقابة؟ - في واقع الامر لم يمنع أي كتاب لنا من التداول في أي معرض دولي شاركنا فيه الى حد الآن، والحمد لله، خصوصا في معرض السودان الدولي. وأعتقد ان السبب ينحصر في ثلاثة: أولا: ان الكتب من منشورات الهيئة السورية العامة للكتاب ووزارة الثقافة، هذه الاخيرة لا تنشر الكتب اعتباطا وانما هناك لجان قراءة تقرأ بعناية ما ينشر. ثانيا: أن جميع الكتب المشاركة هي في الثقافة والفن والسياسة لا تقترب من الاباحية او ما من شانه ان يثير النعرات الطائفية ولا تتعرض الى قضايا سياسية تنال من جهات معينة. اما السبب الثالث فيكمن في أن الحكومة السودانية المتمثلة في وزارة الثقافة تتفهم تماما ان هناك علاقات ثقافية متينة بين سوريا والسودان وبالتالي لم نجد أي مشاكل او صعوبات ولم نتعرض الى أي رقابة. يرى البعض ان الرقابة اصبحت تشكل عائقا امام بعض دور النشر باعتبارها تحد من انتشار الكتاب.ما رأيكم ؟ - هذا السؤال يذكرني بمقولة معروفة للرئيس السوري الراحل حافظ الاسد: ''لارقابة على الفكر الا رقابة الضمير''، ومن الطبيعي ان يكون في كل دولة عربية او اجنبية رقابة على الكتاب قبل ان يرى النور لكن تختلف الرقابة من دولة الى اخرى. في سوريا مثلا هناك ما يسمى بالمحرمات في الكتابة من بينها الكتب التي تثير النعرات والطائفية وتهين الإنسان في انسانيته، كذلك الكتب السياسية التي لا تخدم هدفا سياسيا واضحا وإنما القصد منها النيل من كرامة وهيبة الدولة فمن الطبيعي ان تكون ممنوعة وغيرها.. لا توجد مشكلة في النشر، وإنما هناك كتب تمنع من العرض وهي ليست محرمة وأقصد هنا تلك الكتب التي لا تبلغ المستوى الثقافي والفني فليس كل من يكتب كلمات مرصوفة شاعرا أو كاتبا بالضرورة، ولانها لا تصل الى المستوى الادبي تمنع من النشر. تنتهج الكثير من الدول العربية اليوم سياسات مختلفة من أجل نشر الكتاب، فهل هذا في رأيكم نابع من وعيها بتدني نسبة المقروئية؟ الجميل ان لدينا في سوريا اهتماما كبيرا بكتاب الطفل وهناك العديد من دور النشر الخاصة التي تهتم بكتاب الطفل، بالاضافة الى وزارة الثقافة التي تعنى بالبراعم هي الاخرى، حيث تحرص على إصدار مجلة خاصة بالطفل. والكتاب السوري اذا ما قورن باسعار الكتب في الدول الاخرى يمكن القول إنه في متناول الجميع لا تضاف اليه اجور الطباعة الا بشكل رمزي ويمكن لأي شخص ان يقتني الكتاب بسهولة. اعتقد ان الحكومات العربية تفكر بذات المنهج لكى يكون الكتاب في متناول الجميع.