أعلن الدكتور عبد الكريم جبار مدير المخبر الجزائري للتطوير الصيدلاني (لاد فارما) عن تعزيز السوق الوطني للأدوية، بنوع جديد من الدواء خاص لمرضى السكري من شأنه حمايتهم من بتر الأرجل، وهذا تزامنا مع شهر رمضان الكريم الذي تعاني فيه هذه الفئة من المرضى كثيرا، كاشفا خلال الندوة الصحفية التي نظمها المخبر مؤخرا أن الدواء الذي يحمل اسم (هيبربروت-ب) سيتوزع على المستوى الوطني خلال شهر سبتمبر الجاري. نظم المخبر الجزائري للتطوير الصيدلاني (لاد فارما) ندوة صحفية للتعريف بمنتجه الجديد لفائدة مرضى السكري، الندوة التي شارك في تنشيطها مسؤول لمخبر ومجموعة من الأطباء المختصين، تبين خلالها أن دواء (هيبربروت-ب) يجعل من المريض يتفادى بتر الرجل ويضمد الجراح التي تصيبها في وقت وجيز، كما تم التأكيد عدة مرات والتشديد من طرف مسؤول المخبر والمختصين أن هذا النوع من الدواء ''لا يشفى المريض من داء السكري'' وإنما يسرع عملية التئام الجرح، فكما أوضح الدكتور جبار ردا على أسئلة الصحافيين والمختصين، هذا الدواء يؤدي إلى تضاعف وتكاثر الخلايا الجلدية والبشرة فهو مصنوع من أصل هرمون يوجد بلعاب بعض الحيوانات، حيث توصل فريق البحث الكوبي المنتج للدواء بعد التجارب على الحيوانات التي أثبتت أن بعض الحيوانات كالكلاب مثلا تشفي الجراح التي تصيبها عن طريق مسحها باللعاب. 8 أسابيع لشفاء التقرحات دواء (هيبربروت-ب) المصنع في مركز (جيني جنيتيك وبيوتكنولوجي) الكوبي والمعبأ في الجزائر من طرف مخبر (لاد فارما) سيحل هاجس بتر الرجل لدى ما يفوق 2 مليون مصاب بالسكري على المستوى الوطني معرضين بنسبة 15 بالمائة إلى بتر الرجل، فحسب الدكتور جبار يتم استعمال هذا الدواء بعد علاج مناسب ومبكر لتقرحات رجل المريض المصاب بداء السكري مثل العظام والشرايين الدموية والأعصاب التي تحيط بالرجل. وكما أكد عليه وأوضحه من جهته البروفيسور سمير جوغدار مختص في الجراحة البلاستيكية بمستشفى دويرة فإن هذا الدواء يتمثل في حقن يتم استعمالها مباشرة فوق الجروح والتقرحات التي تصيب أرجل المصاب بداء السكري خلال مدة تتراوح بين 6 و8 أسابيع أي بمعدل حقنة كل يومين، وأن النتائج تظهر بعد الأسبوع الرابع من العلاج من خلال تضميد الجراح والتقرحات وظهور أنسجة جلدية جديدة، هذا ونصح جوغدار باستعمال الحقن من طرف أطباء مختصين لأن الأمر يتعلق بجروح وتقرحات هامة، وفي حالة عدم التكفل الجيد بأرجل المريض يمكن أن تتعفن وتؤدي إلى تعقيدات أخرى مشيرا بأن هذا الدواء لا يسمح باستعماله عند المصابين بأمراض القلب والقصور الكلوي. وأبدى من جهته السيد أوحادة فيصل رئيس الجمعية الجزائرية لمرضى السكري ارتياحه الشديد من استقدام هذا الدواء للجزائر، فكما قال هو في مصلحة المريض حتى وإن كان يهدف للتقليل من المضاعفات فقط. يستورد من كوبا ويصنع بالجزائر خلال السنتين المقبلتين قامت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بتسجيل هذا الدواء منذ 3 أشهر وسيتم استيراده من كوبا في إطار الشراكة بين البلدين، حسب ما أكده الدكتور جبار، حيث سيتم توفيره بالمستشفيات الجامعية في بداية الأمر بعد ضمان توزيعه من طرف الصيدلية المركزية للمستشفيات، ثم ينتقل مخبر (لاد فارما) إلى إنتاجه محليا خلال السنتين أو الثلاثة سنوات المقبلة، وأوضح المستشار التجاري والاقتصادي بسفارة كوبابالجزائر السيد جورج لويز بريتيتو سانشيز خلال مداخلته أن حكومتا البلدين طورتا تعاونا وشراكة هامين يرتكزا أساسا على تحويل التكنولوجيا، ولاسيما في المجال الصحي وتجديدا في طب العيون عن طريق إنشاء مستشفيات مختصة في العديد من الولايات في انتظار تسليم باقي المشاريع قبل نهاية .2009 وفيما يتعرض كل 30 ثانية مصاب بداء السكري إلى البتر عبر العالم نتيجة التعقيدات، قالت البروفيسورة سكال فوزية رئيسة مصلحة داء السكري بالمستشفى الجامعي لامين دباغين لباب الواد استنادا إلى إحصائيات الاتحادية الدولية للمصابين بداء السكري، سيساهم هذا العلاج الجديد في التقليل من نسب البتر وفي الإسراع في عملية شفاء الجرح. وأكد الدكتور حسين زيداني مختص في الطب الداخلي أن تكاليف التكفل بجروح وتقرحات الأرجل عند المصاب بداء السكري تصل إلى 2000 أورو وبتر الأرجل إلى ألف أورو، موضحا بأن نسبة 15 بالمائة من هؤلاء المصابين يتعرضون إلى بتر الأرجل خلال حياتهم، ما دفع بالدكتور زيداني إلى إنجاز كتيب وّجه من خلاله نصائح إلى المصابين بداء السكري فكما قال، التربية الصحية للمريض وتلقينه جوانب الوقاية تعد أكبر عامل مساهم في تفادي بتر الأرجل خلال حياته.