بالرغم من اعتبار شهر رمضان، شهرا للتوبة والعبادة و التقرب من الله عز وجل وبالرغم من وجود عائلات لا تملك قوت يومها، إلا أن البعض إن لم نقل الكثيرين هم من يعتبرون هذا الشهر فرصة لملء البطون بما لذ وطاب من المأكولات، بل ويلجأ البعض منهم على الاستدانة أو الاقتراض، حتى هناك من يبيع بعض أثاث منزله أو من ترهن مجوهراتها أو حتى من يستدين من أجل توفير المال، إرضاء لشهوة البطن. وما يؤكد ذلك اكتظاظ الأسواق صباح مساء بكل فئات المواطنين للتبضع، النساء في الساعات الأولى للصباح والرجال في السويعات الأخيرة التي تسبق آذان المغرب. ظاهرة تستوقفنا في كل رمضان نلاحظها لدى الرجال، خاصة إذا ما ذهبوا للتسوق فإنهم لا يتهاونون في شراء كل ما تقع عليه أعينهم من مأكولات وفاكهة وخضار وحلويات وغيرها، وبالذات بعض الكماليات كالمكسرات مثلا لتمضية السهرة، دون مبالاة بالأسعار ودون التفكير في من لا يملكون ثمن شراء خبزة. والأدهى من ذلك أن بعض الأزواج يأخذون مكانا لهم في المطبخ ويراقبون تحركات زوجاتهم إلى أن ينهين إعداد الأطباق التي توحموا عليها وهم يتجولون في الأسواق. والكثيرون هم من تتحول تصرفاتهم في هذا الشهر إلى تصرفات أطفال أو نساء متوحمات، حيث يرغبون في الحصول على كل ما يجدونهم أمامهم، بعدما يغيب وعيهم ليكون لبطونهم سلطان عليهم، يدفعهم حتى للاستدانة والنزول عند رغباته الملحة.