انطلقت، اول امس، بالمعهد العالي للموسيقى بالجزائر العاصمة اشغال الملتقى الدولي ''الصوت النسوي في الأدب الأورو مغاربي'' من تنظيم المفوضية الأوروبية بالجزائر بالتنسيق مع الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي وبمشاركة نخبة من الكاتبات على غرار الروائية مايسة باي، صاحبة والتونسية عزة فيلالي والكاتبة المغربية رشيدة المداني. تناول المداخلون في اليوم الاول من الملتقى الدولي ''الصوت النسوي في الأدب الاورو مغاربي'' عدة مداخلات حول بعض التجارب الإبداعية النسائية والتي جسدت واقع المرأة ونضالها من أجل نيل حريتها وحقوقها في مجتمعاتها والتحرر من الطابوهات التي فرضت عليها . وبالمناسبة سلطت الباحثة وردة أنسيغاوي الضوء على ثلاثة نماذج جزائرية ويتعلق الامر بكل من آسيا جبار وفاطمة آيت منصور ومليكة مقدم، حيث اوضحت انسيغواى، خلال حديثها، أن البيئة الأمازيغية التي نشأت فيها فاطمة آيت منصور جعلت منها كاتبة متميزة، مضيفة ان آيت منصور تعتبر أول امرأة افريقية متعلمة تركت كتابا من مائتين وعشرين صفحة ، بعنوان ''قصة حياتي'' سردت عبره الكاتبة ما عانته هي وأمها كونها ابنة غير شرعية لم يتجرأ والدها على الاعتراف بها، في مجتمع قبائلي لا يغفر خطيئة كهذه، ما أدى بها إلى اللجوء الى الميتم وتبدأ المعاناة. لتنتقل بعدها أنسيغاوي للحديث عن الكاتبة مليكة مقدم التي قالت بشأنها ''لقد قدمت في كل رواياتها صوراً من سيرة الفتاة الجزائرية التي عايشت احتلال فرنسا للجزائر، وحملت أحلام محيطها في جزائر حرة بذاكرة مجروحة''. هذا وقدمت الأديبة تريسا بوكوفا من جمهورية التشيك ورقة حول تجربتها مع الكتابة التي تاخر انتشارها يسبب انشغالها و معارضتها للنظام. اما الشاعرة زينب الأعوج فاستعرضت خلال مداخلتها تجربة النساء في الخليج والجزيرة العربية مع النوادي والصالونات الأدبية وكيف أعيد إحياء هذه التجربة حيث شددت الاعوج، خلال حديثها، على أهمية هذا التقليد الذي لطالما سمح باكتشاف الأصوات الجديدة والمتميزة وإعطائها فرصة للظهور. كما ستنظم، خلال هذا الملتقى، ورشات وندوات تناقش جوانب الإبداع الفكري للمرأة وإسهاماتها في مجال الرواية والشعر، وكذلك حضور الخيال والواقع في هذه الكتابات.