سيكون من حظ المهاجرين الجزائريين المقيمين بألمانيا فرصة عملية تسهيل الاعتراف بشهاداتهم الجامعية للالتحاق بسوق العمل دون أية مشاكل، وذلك في إطار عملية شاملة باشرتها الحكومة تستهدف توظيف 300 ألف مهاجر من حاملي الشهادات. وأعلنت وزيرة التعليم الألمانية آنيتا شافان أول أمس أنها تسعى إلى الإسراع في إعداد قوانين جديدة لتسهيل إجراءات الاعتراف بالشهادات العلمية الأجنبية تلبية لحاجات الاقتصاد الألماني بتوظيف 300 ألف مهاجر من ذوي الكفاءات، ومن المنتظر أن تتم المصادقة على قانون بهذا الصدد قبل نهاية العام الحالي. وقالت الوزيرة لصحيفة ''فايننشال تايمز دويتشلاند'' إن ''كل شخص درس في الخارج سيتمكن من طلب معادلة شهاداته في ألمانيا''، غير أن تقييم الكفاءات الأجنبية سيتم مع ذلك وفقا ''لمعايير ألمانية'' ولن يتم الاعتراف بكل الشهادات بشكل تلقائي. وينص مشروع القانون الذي أعدته الحكومة على أن آليات الاعتراف بمعادلة الشهادات الأجنبية لن تستغرق أكثر من ثلاثة أشهر، فيما كانت الحكومة تتوقع أن يستغرق الأمر ضعف ذلك. ويرى مراقبون أن القانون المرتقب لن يشمل كافة التخصصات لأن شهادات تخصصات كقطاعات الهندسة والتربية مثلا من اختصاص الولايات وليس الحكومة الفدرالية، إنما هذه الإجراءات الجديدة ستمس بالخصوص مهنا لها علاقة بقطاع الصحة وكذلك الحرف والوظائف في هيئات التأهيل، وهي المهن التي سيستفيد منها عدد كبير من أفراد الجالية الجزائرية المقيمين في ألمانيا خاصة أولئك الذين لا يملكون شهادات عليا. وسيشجع هذه الإجراء العديد من حملة الشهادات في الجزائر على السفر إلى ألمانيا، خاصة في ظل التعاون المتزايد بين البلدين في المجال الاقتصادي، والذي مازال إلى اليوم لم يرفع من عدد المهاجرين في بلاد بيسمارك، حيث لا يزال عددهم أقل من نظرائهم في تونس والمغرب، ومعلوم في هذا الإطار أن حجم الجالية المغاربية بدولها الخمس هناك تقدر بثمانين ألف نسمة. ويعرف في الجزائر أن الجالية الجزائرية في ألمانيا متكونة غالبا من كفاءات عالية، إضافة إلى أنها في بعض الأحيان تأتي من مناطق محددة، حيث يشتهر أن سكان ولاية تيارت أكثر تواجدا هناك مقارنة بباقي مناطق الوطن، على عكس الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا التي تضم كل مناطق الوطن. ويتم عادة في ألمانيا معادلة الشهادات الجامعية العربية بإضافة سنة واحدة على مدة الدراسة في الوطن الأصلي، فشهادة جامعية عربية تستغرق أربع سنوات، تعادل شهادة ألمانية يُحصل عليها خلال ثلاث سنوات، والشهادات التي تستغرق خمس سنوات تعادل البكالوريوس الألماني الذي يخول لحامله متابعة الدراسة من أجل الحصول على شهادة الماجستير في ألمانيا.