احتضنت دار شباب بلدية واد العلندة بالوادي، مع بداية هذا الأسبوع، فعاليات اليوم الدراسي حول تربية النحل في الصحراء، حيث ألقى الباحث في علوم تربية النحل والمربي، عبد الحميد سوفات، محاضرة بعنوان تربية النحل في الصحراء، الصعوبات المتوقعة والعوامل المساعدة. شكلت منتجات خلية النحل وأنواع مختلفة من العسل، موضوع فعاليات اليوم الدراسي بولاية الوادي، حول كيفية تربيته في الصحراء، هذا الأخير في الأساس يهدف إلى تشجيع كل مربي النحل وخاصة فئة الشباب منهم البطال، وتعريفه بفوائد منتجات خلية النحل، وبالتالي خلق ثقافة استهلاك العسل والتفريق بين الطبيعي والمغشوش، من خلال تبادل الخبرات والتنافس مع منتجي ومربي النحل عبر مختلف الولايات الداخلية فيما بينهم لرفع الإنتاج، وفي نفس الوقت تقريب المستهلك من المنتوج الذي يعتبرأحد أهم الأطعمة والأغذية للجسم البشري عامة، وفائدته الغذائية والعلاجية تعم الأطفال والبالغين على سواء، خاصة أنه قد استعمل في علاج الكثير من الأمراض منذ قديم الزمان، وحتى أن التجارب التي أجراها الطب الحديث، أثبتت دون أدنى شك علاجاته المختلفة، وليس بنوع واحد بل أنواع عديدة، وتلك الأنواع المستخلصة متعددة الأزهار، حبوب الطلع، البرتقال، الكاليتوس والسدر، وكل نوع وله فوائده. وبخصوص هذا المنتوج ''المفقود بالجنوب'' دعا الباحث في علوم تربية النحل والمربي، عبد الحميد سوفات، الى ضرورة تربية النحل بالمنطقة لتغطية عجز السوق الجنوب في توفير مادة العسل، مؤكدا أن البيئة البيولوجية لمنطقة الغيطان، المتواجدة ببلدية واد العلندة، تتناسب كثيرا وظروف معيشة النحل، مضيفا أنه بالإمكان تربية النحل داخل الغوط التقليدية لعدة أسباب، من بينها الشكل الذي يتميز به الغوط من خلال نزوله عن سطح الأرض، الأمر الذي يساعد على حماية النحل من مشكل الرياح الذي قد يؤثر سلبا على معيشته. وأوضح ذات المتحدث خلال المحاضرة، أنه يوجد مشكل واحد ربما يؤثر على تربية النحل في الصحراء، وهو الارتفاع في درجة الحرارة، وانعدام الرطوبة التي تتسبب في عدة أمراض للنحل. لكن الحل - حسبه - موجود حيث قال انه نجح في تربية النحل بالولاية الصائفة الماضية، من خلال تبريد صناديق النحل، بأكياس من الكتان وجريد النخيل، ما ساعد النحل على العيش. مضيفا في سياق كلامه أنه توجد بولاية الوادي ظروف ملائمة لتربية النحل بنوعية وكمية جيدة لعدة أسباب، مثل وجود أنواع عديدة من الحشائش والأعشاب التي، بإمكان النحل أن يرعى عليها مثل شجرة اللبين، التي تنتج عسلا من نوعية جيدة وصحية للإنسان، مبرزا وجود عدة مزروعات موسمية بالولاية، تمكن الفلاح من تربية النحل دون تخوف من أي مشكل يخص تغذية النحل، مشيرا في الأخير إلى أن النحل يتأقلم مع البينة التي يوضع فيها.