يبدو أن بعدنا عن تمثيل قيم الديمقراطية بعيد المنال بعد الأرض عن السماء، ولا أقول بعد المشرقين وبعد المغربين، لأن البعد الأخير تستحيل فيه اللقيا أما الأول ففيه إمكانية ذلك لكن بعد لأي وجهد، وهذا الحال الذي ينطبق على بعض البلاد في طول الكرة الأرضية وعرضها، وقد يصادفك أن تجد ديمقراطية بينية تشبه المثل العربي أنا علي ابن عمي ، وأنا وابن عمي على أعدائي ، كحال الديمقراطية في الشرق الأوسط التي يعتبر خير ممثل لها دولة الكيان الصهيوني، والتي يعتبرها راصدوا الحريات والديمقراطيات الديمقراطية الوحيدة في تلكم البقعة القائمة على احترام إرادة الأغلبية فيمن يختارون وفي البرامج التي يرتضون. وقلب البصر فيمن حوالي تلكم الدولة المغتصبة لحقوق الفلسطينيين هل تجد فيها من بلغت عشر معشار مابلغه الكيان الصهيوني في جميع الميادين التي تعتبر الأساس في تقدم البلدان وازدهارها، وسوف لن يعييك البحث إذ أن حال العشيرة هناك ليس بخاف على أحد من عامة الناس فضلا عن المتتبعين للشؤون السياسية وراصدي حركات الفكر والتقدم لدى الأمم. وليس يند عن فكر أحد أن العلاقة بين القاعدة والقمة لها الدور الأكبر في بذل الجهد والوسع من لدن الأفراد أو الجماعات والمجتمع المدني الذي هو صدى حكوماته سلبا وإيجابا، ولينظر كيف هي علاقة السلطة والشعب في إسرائيل؟ كأن الشعب جسد روحه السلطة أو كأن السلطة جسد روحه الشعب، لا اختلاف على هدف ولا تظالم في حقوق. وقد يلحظ الناظر بادي الرأي أمارات مشجعة في الجزائر توحي بأن أملا قادما مع الهبة الاقتصادية والاجتماعية وماسبقها من حريات سياسية تمثلت في انتخابات ديمقراطية حمدت حتى من الآخر، ونحن مما تعلمناه أن نعدد المحاسن وننظر إلى الكأس في نصفها المملوء، وأما من اختار غير ذلك فقد جربنا نظرتهم السوداوية ولم نجن من ورائها غير السواد وخراب البلاد....