توقعت مصادر أن يكون السجين الجزائري عبد الحميد بلمسعود قد توفي أمس بمؤسسة الإصلاح والتأهيل ''بسجن الجديدة '' في ليبيا، بعدما تفاقمت حالته الصحية إثر إصابته بمرض السكري. وذكر السيد عبد القادر قاسمي في اتصال هاتفي ب ''الحوار'' ''أن أنباء قد وردت إليهم عن طريق الهاتف مفادها أن 3 سجناء جزائريين قد تدهورت حالتهم الصحية، اثنان أدخلوا ما قبل أول أمس مصلحة الإنعاش، وثالثهم وهو عبد الحميد بن مسعود تضاربت حوله الأخبار منهم من يقول إنه قد توفي وبعض السجناء لم يكذبوا ولم يأكدوا الخبر''. وأفاد بيان عائلات المساجين، تحصلت ''الحوار'' على نسخة منه أن 8 مساجين جزائريين يعانون الأمرّين داخل السجون الليبية بفعل الأمراض المزمنة التي يتخبطون فيها وغياب الرعاية الصحية، ملفتة في ذات بيانها إلى أنهم يحملون أمراضا انتقلت إليهم بعد دخولهم السجن، كالسيدا والوباء الكبدي والسل والعجز الكلوي. ويؤكد البيان أن ثلاثة منهم وهم عبد الحميد بلمسعود وعبد المالك الأطرش ومسعود بن خرفية قد يموتون في أي لحظة، حيث فقدوا النطق وهزلت أجسادهم ولم تعد تتعدى أوزانهم ال 40 كلغ. وكان السجناء الجزائريون القابعون في السجون الليبية، قد قرروا الخميس الفارط معاودة الدخول في إضراب عن الطعام، احتجاجا على اسثنائهم من قرار العفو الذي قضاه العقيد معمر القذافي مؤخرا بشأن إطلاق سراح أكثر من 3 آلاف سجين عربي وإفريقي وأروبي، منهم عدد من السجناء الجزائريين، بمناسبة عيد الثورة في الفاتح من هذا الشهر الجاري. وكشف الناطق الرسمي باسم عائلات المساجين لدى اتصاله ب '' الحوار'' ''أن السلطات الليبية وتطبيقا لقرار العفو الذي قضاه معمر القذافي، قد قررت ترحيل ما عدده 25 جزائريا، ''موضحا'' أن ليبيا سترحل من أصل ال58 سجينا الذين عقدت بشأنهم اتفاقية ماي إلا أربعة، بينما البقية من الذين سيتم ترحيلهم هم سجناء تم إيقافهم منذ أشهر قليلة فقط بتهم التواجد غير الشرعي على الأراضي الليبية''. وعبر عبد القادر قاسمي وهو أخ أحد المساجين عن تذمره الشديد، لتعامل السلطات اللبيبة على هذا النحو في ملف السجناء الجزائريين المعتقلين منذ سنوات طوال بتهم جنائية، متسائلا عن الطريقة التي اعتمدتها ليبيا في تطبيق اتفاق شهر ماي الأخير الموقع بين الطرفين، القاضي بتبادل السجناء، معتبرا مثلما قال '' أسلوب الغموض في تنفيذه على أرض الواقع حيلة لأجل الاستفادة من ترحيل السجناء الليبين القابعين في السجون الجزائرية''. وأفاد قاسمي أن السجناء قد عبروا عن سخطهم الشديد لعدم استفادتهم من قرار العفو، وعليه قرروا استئناف الإضراب عن الطعام بشكل مفتوح، بينما هم كعائلات فإنهم بدورهم سيستأنفون حركاتهم الاحتجاجية وسيربطون اتصالات واسعة مع كل الجهات والأطراف منها المنظمات الجزائرية والدولية للدفاع عن حقوق الإنسان القادرة على مدهم يد العون في إطلاق سراح ذويهم. وجدد ممثل العائلات دعوته لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ضرورة الالتفاف حول قضية ذويهم والتدخل لدى السلطات الليبية لأجل حمل العقيد معمر القذافي على توسيع قرار العفو ليشمل ذويهم.