ووري أمس بمسقط رأسه بوادي السوف جثمان السجين عبد المالك الأطرش، في جو ممزوج بالحسرة والتألم وتساؤلات عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى وفاته بعد أن قضى ست سنوات داخل سجن الجديدة، وعانى - كما ذكر لنا أخ المتوفى - الأمرين ، ''مراراة المعاملة القاسية التي كان يعامل بها داخل السجن والتهمة الباطلة التي لفقت له من طرف الجهات الليبية''. وقد شككت عائلة السجين في أسباب وفاة ابنهم عبد المالك، ودعت بذلك السلطات الجزائرية والليبية، إلى ضرورة التعجيل في فتح تحقيق حول الأسباب الحقيقية، على اعتبارها لم تتلق بعد التقارير الطبية لمصحة السجن، فيما أثبتت التقارير الطبية لمستشفى شؤون البيئة بطرابلس أن سبب وفاته ارتبط بوجود ميكروب في رأسه. وأبطل ناصر لطرش أخ السجين المتوفي في مكالمة هاتفية ب ''الحوار'' التهمة التي أدخلت أخاه إلى سجون لبييا، ساردا وقائع تنقل أخيه للجماهرية قائلا: ''لقد تنقل أخي عبد المالك إلى الجماهيرية سنة 2002 ، كسائح ولأجل الإتيان بأخت زوجته نحو الجزائر، وما إن بلغ الأراضي الليبية حتى وقع تمشيط واسع من طرف الأمن الليبي، وتم خلاله القبض على أخي ضمن 14 آخرين لأسباب يجهلها الجميع'' ، وأردف المتحدث ''كان يعتقد أن السلطات الليبية ستطلق سراحه، غير أنه لم يكن ضمن المسرحين واتهم بالاتجار بالمخدرات''. وتابع أخو السجين بنبرة تحسر وبغصات تخنق حديثه، حزنا على أخيه الذي غاب في ظروف أقل ما يقال عنها إنها غامضة ومؤلمة وحرم من العودة على رجليه إلى دياره بأرضه واحتضان أهله وأطفاله الثلاث ''لم نكن نعتقد أن أخي سيموت على هذا النحو، لقد اتصلنا بالقنصلية الجزائرية وبزملائه لأجل تفقد حاله بعدما وردت أخبار عن تدهور صحته، غير أنهم أخبرونا أنه بخير ولا يشكو من شيء''، ليضيف ''رغم أنهم طمأنونا إلا أن أخي وزوج أختي تنقلا لبييا لأجل تفقد حاله على أمل زيارته ومقابلته والاطمئنان عليه عن قرب، لكنهم تفاجأوا هناك أنه قد مات منذ أربعة أيام وأنه موجود في مصلحة حفظ الجتث''. وواصل السيد ناصر، '' قيل لنا إنه بإمكاننا دفنه في ليبيا بيد أننا رفضنا وقررنا رغم الصعوبات التي واجهناها نقله إلى الجزائر ودفنه في ترابه حتى يكون وهو ميت بين أفراد عائلته وحتى لا يبقى بعد وفاته في ديار الغربة''. ويقول السيد ناصر '' أخي توفى لكننا نحن نطالب الجهات المعنية الجزائرية والليبية بضرورة التعجيل في فتح تحقيق حول الأسباب الحقيقية التي أدت إلى وفاته، حفاظا على بقية المساجين''، مردفا ''تنتابنا شكوك في أسباب وفاته، لأن تقارير مستشفى شؤون البيئة لطرابلس أوضحت أن وفاته ارتبط بميكروب برأسه، بينما لم تطلعنا مصحة سجن الجديدة على أي تقارير تذكر أسباب وفاته وأخبرتنا أنها ستوافينا بها بعد عيد الفطر، ''مما أثار شكوكنا'' - يكرر أخ السجين - . من جهتها وجهت أم السجين رسالة إلى القاضي الأول في البلاد تناشده بفتح تحقيق حول أسباب وفاة ابنها عبد المالك واتخاذ التدابير الاستعجالية لحماية بقية المساجين الجزائريين من مغبة الوقوع في نفس المصير. عائلات مساجين ليبيا يبدون ارتياحهم للاتفاق الأخير عبرت عائلات المساجين القابعين بالسجون الليبية عن تفاؤلها بالاتفاق الذي توصل إليه الطرف الجزائري والليبي، المتعلق بتبادل المساجين قبل نهاية شهر رمضان المبارك. وقالت العائلات على لسان ناطقها الرسمي السيد عبد القادر قاسمي في اتصال هاتفي ب ''الحوار'': ''لقد استبشرنا خيرا لما اتفق عليه بين الجزائر وليبيا، بتبادل السجناء، لكننا متخوفون من تبخر أحلامنا وآمالنا ومن أن يكون مصير هذا الاتفاق مثل مصير الاتفاق الأخير الذي عقد بين الطرفين في ماي الفارط''. وكانت محادثات اللقاء الذي جمع ما قبل أول أمس الطرف الجزائر في ممثله عبد القادر مساهل الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والطرف الليبي في ممثله محمد الطاهر سيالات أمين الشؤون العربية بأمانة اللجنة الشعبية العامة الليبية للاتصال الخارجي والتعاون الدولي قد خلصت إلى عقد اتفاق تعاون، لأجل تبادل مساجين البلدين قبل نهاية شهر رمضان المبارك. وتتحدث أنباء أن ال 52 سجينا المحكوم عليهم بالمؤبد وقطع اليد سيمسهم الاتفاق على اعتبار الزيارات التي قامت بها القنصلية الجزائرية مؤخرا على مستوى السجون القابع فيها هؤلاء المعتقلين.