علق السجناء الجزائريون بليبيا الإضراب عن الطعام الذي شنوه منذ أول أمس على أن يستأنف السبت المقبل، ليكون موازيا لمسيرة وطنية بالعاصمة تنظمها عائلات المساجين، واعتصام أمام مقر رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية والسفارة الليبية لحمل السلطات الجزائرية واللبيبة على التحرك لطي الملف وإنهاء ما أسموه بمأساة المصابين بالأمراض المزمنة. ووجهت عائلات المساجين أمس رسالة تحصلت '' الحوار '' على نسخة منها، إلى القاضى الأول في البلاد عبد العزيز بوتفليقة، لتعجيل التدخل لدى العقيد معمر القذافي لحمله على استعمال صلاحيته في العفو على المساجين الجزائريين القابعين بالسجون الليبية، وكذا السماح بتقديم الإسعفات الطبية الضرورية للمصابين بالأمراض المزمنة، إلى جانب الترخيص لعائلات المساجين بزيارة ذويهم. وكشف عبد القادر قاسمي أخ أحد المساجين ل '' الحوار '' أن المصابين بالأمراض المزمنة لم يتلقوا الإسعافات الطبية الضرورية، وهم يصارعون الموت مثلما هو حال السجين عبد الحميد بلمسعود، مضيفا أن أهالي بعض المساجين قد تنقلوا إلى الجماهيرية الليبية لأجل زيارة ذويهم المسجونين منذ سنوات غير أنهم منعوا من تفقدهم، مؤكدا أن العائلات قد خلصت عقب اجتماع أول أمس وبعد أن سجلت صمتا مطبقا من طرف الجهات الوصية، مراسلة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لحمله على التدخل لحل ملف ذويهم، بالإضافة يقول السيد عبد القادر قاسمي، قد قرر '' تنظيم مسيرة وطنية سلمية والتجمهر أمام الخارجية ورئاسة الجمهورية والسفارة الليبية بالجزائر مطلع الأسبوع المقبل، احتجاجا على معاناة أبنائنا والارتفاع من عدد الوفيات '' . وحملت العائلات مسؤولية وفاة أبنائها لإهمال إدارة السجون صحة ذويهم وعدم إمدادهم بالإسعافات الضرورة، مبرزة في الرسالة التي وجهوها أمس لرئاسة الجمهورية '' عن تسجيل 8 وفيات خلال السنوات الأربع الأخيرة لفلذات أكبادنا من جراء إهمال إدارة السجون وبتقصير مجحف من الجهات الديبلوماسية الجزائرية بطرابلس سواء تعلق الأمر بالسفارة أو القنصلية وآخرهم وفاة السجين بوفلوس علي من ولاية سكيكدة بسجن صرمان غرب طرابلس'' ، ومتوقعة حسب توقعات العائلات في ذات الرسالة عن تسجيل لامحالة الحالة التاسعة للوفاة '' متمثلة في السجين عبد الحميد بلمسعود من ولاية الوادي، والذي يصارع الموت منذ حوالي أسبوع ولم يجد إلا رفاقه الجزائريين، وتضامنا معه قرروا الدخول في إضراب عن الطعام خلال الأيام القليلة المقبلة '' . أم السجين '' ط. ز '' ل '' الحوار '' : أناشد بوتفليقة إعادة ابني إلى عائلته قبل أن أموت وتقول الحاجة الزهرة أم السجين '' ط.ز '' من خلال مكالمة هاتفية مع '' الحوار '' بصوت مبحوح لا تكاد تستجمع كلماتها '' إن ابني شخص سوي ومهذب وكان محبوبا لدى الجميع، ولم يكن إنسانا متهورا أو طائشا كما لم يؤذ أحدا، لذا أنا أجهل أسباب ذهابه إلى الجماهيرية الليبية كما أجهل الأسباب التي كانت وراء زجه في السجن، وأناشد بل أترجى رئيسنا عبد العزيز بوتفليقة التحرك في قضية فلذات أكبادنا والعمل على إخراجهم من السجون الليبية وإعادتهم إلى ديارهم في أرض الجزائر وإلى عائلته وبناته '' ، وتردف الحاجة '' لقد كلمني منذ أربع سنوات ليلة عيد الأضحى، أي في السنة التي قام بزيارته لليبيا وأخبرني أنه سيعود في اليوم الموالي، وقد انتظرته ولم أشك أنه سيغيب عني وعن عائلته إلى أن بلغني خبر سجنه بليبيا '' وأضافت '' مرت أربع سنوات ولم يعد ابني وأخشى أن أموت قبل أن أراه '' .