كثيرا ما يتعجب البعض هنا وهناك ويستنكرون إقدام دولة معينة أو جهة معروفة على إدراج دولة أخرى في ما يسمى بالقائمة السوداء، حيث كان للجزائر تجارب عديدة حول هذا الشأن فما إن تنزع من قائمة سوداء حتى توضع في قائمة أخرى لا تقل سوادا عن الأولى بحجج عديدة لا تخرج عن الإرهاب ومشتقاته. ولا يستغفلن أحد نفسه في التنبه إلى الكوامن والدوافع وراء الإدراج والحذف من القوائم السوداء، لكن الغريب أن تدرج دولة مثل اللوزطو دولة إندونيسيا في القائمة السوداء، لأن المعادلات السياسية والسياقات الاستراتيجية تفضح الخطوة بأنها تندرج في إطار إن وأخواتها. وغير بعيد عن هذا المثال وبنوع من المفارقة بطبيعة الحال تلك الأنباء التي تتحدث عن إدراج مصر للجزائر والجزائريين في القائمة السوداء رفقة كل من الصومال وأفغانستان ودول أخرى، والتي تفوح منها رائحة نتنة لا علاقة لها أصلا لا بمفهوم القائمة السوداء ولا بالمبررات المسوقة إعلاميا لحد الآن عن هذا الإدراج. وإن كانت هذه الخطوة قد تحز في النفس إلا أن القريب والبعيد لا يمكن فصل محتويات القائمة السوداء وإدراج الجزائريين فيها عن تداعيات ما سمي حينها ب ''ماتش كووورة'' والتوريث على ضفاف النيل وعلى ظلال الأهرامات، إن لم يكن رسالة ضغط جراء بضعة مواقف جزائرية من جملة قضايا دولية وإقليمية معروفة بها عند العام والخاص، وذلك ديدن الواقفين الحقيقيين وراء هذا الأمر. وفي الحقيقة يكفينا فخرا أن نكون على القوائم السوداء، لا كحال بعض الأشقاء والأصدقاء ممن هم على القوائم الوردية والحمراء وما أدراك ما القوائم الوردية والحمراء، متاح فيها المباح وغير المباح على طريقة أفعال المحتلين والمغتصبين المخلة بالحياء.