مازالت جهود الدولة الجزائرية الدبلوماسية قائمة من أجل إلغاء إدراج الجزائر ضمن القائمة السوداء في ظل غياب أسباب فعلية ومقنعة، خاصة وأن المطارات الجزائرية تعد من أأمن المطارات العالمية حيث لم تسجل أي خرق أو تجاوز يمس بالنظام الأمني. لم تكتف الجزائر بالتنديد واستنكار القرار المجحف والتمييزي الذي وضع رعاياها ضمن القائمة السوداء المشبوهة، حيث بدأت تتحرك بشكل محسوس للتأثير بصورة فعلية من أجل أن تتراجع الدول المطبقة لهذا الإجراء عن قرارها، ولأن هذه الدول تتصدرها الولاياتالمتحدةالأمريكيةوفرنسا، بإجرائها العنصري والمجحف تتناقض مع نفسها وتوقع نفسها في مغالطات، لأنها تتناسى أن الجزائر أول دولة دقت ناقوس خطر الإرهاب وتصدت له منفردة وبدون أي دعم في وقت كانت كبريات عواصم العالم تأوي المخططين لهذا الإخطبوط الفتاك . ودون شك لن تتوقف الجزائر عن تسريع وتيرة مساعيها إلى غاية مراجعة الدول المخطئة لقرارها والاعتراف بأن الجزائر لا يمكن أن تكافأ بعد ما قدمته في حربها على الإرهاب ووضع تجربتها أمام الدول التي يتهددها خطر الإرهاب. ولعل الاقتراح الذي تقدمت به الجزائر في اللجنة العربية الإفريقية وتنديدها بإدراج الرعايا العرب والأفارقة ضمن القائمة السوداء، من شأنه أن يتعزز بخطوات أكثر جدية وتأثيرا حتى تستدرك الدول المخطئة وتتفطن لمدى خطورة ما أقدمت عليه لأنه ظلم وعنصرية . وعقب تشديد المراقبة على المسافرين في الدول المدرجة ضمن القائمة السوداء عبر المطارات اعتبر ميسوم سبيح سفير الجزائربفرنسا أن إدراج الجزائر ضمن هذه القائمة إجراء تمييزي، متسائلا عن الدوافع والمقاييس التي تم على ضوئها تصنيف الجزائر في تلك الخانة السوداء في الوقت الذي أعلنت فيه فرنسا عن ارتياحها لنوعية التعاون الثنائي في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، مؤكدا ان الجانب الفرنسي سجل عزم الجزائر على افتكاك سحب اسمها من القائمة السوداء، وبخصوص العلاقات الجزائرية الفرنسية لم يخف سبيح وجود جو من التشنج حول بعض القضايا الخاصة على غرار قضية الدبلوماسي محمد زيان حسني ورهبان تبحريين التي تم إستغلالها وإدراج الجزائر ضمن هذه القائمة السوداء. غير أن السفير الجزائريبفرنسا كان قد أعرب عن نية الجزائر الحسنة تجاه ترقية العلاقات الجزائرية الفرنسية حتى تكون مثمرة لكن في إطار الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة للبلدين. وردا على ما روج من إشاعات تداولتها وسائل الإعلام الفرنسية أوضح سبيح خلال آخر تصريح له أن السلطات الجزائرية لم ترفض يوما استقبال وزير الشؤون الخارجية الفرنسي، لأن حسبه رئيس الدبلوماسية الفرنسية كان منتظرا أن يزور الجزائر في 18 جانفي الفارط بدعوة من نظيره الجزائري، غير أن الوزير الفرنسي كوشنير طلب تأجيلها. وقال السفير الجزائري أنه لم يتم إجراء أي تأجيل لزيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الى فرنسا، لأنه لم يتم تحديد أي تاريخ لها، لأن الرئيس الفرنسي دعا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للقيام بزيارة دولة إلى فرنسا. ويرى سبيح أن هذه الزيارة تتطلب تهيئة مناخ ملائم وجديد حتى تنجح نظرا لأهميتها السياسية والإقتصادية . وأشار سبيح إلى البعد الإنساني في العلاقات الثنائية مشددا على ضرورة أن يحتل هذا البعد عامل توازن في علاقات البلدين .