يرجع تاريخ مدينة تلمسان إلى ما قبل الإسلام، أين تمركز فيها الإنسان وعرفت حضارات عظيمة، مما جعلها من أهم المدن الأثرية المصنفة بالجزائر ضمن التراث، بحكم وجود أحياء عتيقة لا تزال تشهد على امتداد الحضارات مثل حي المدرسين، درب الحجامين، باب الحديد، باب جياد وأغادير وكذا باب زير.. لكن اليوم أصبحت هذه الأحياء مهددة بالاندثار، بفعل أهمالها وعدم ترميمها حيث بدأت الانهيارات الجزئية لبعض المساكن تهدد السكان الذين لم يجدوا غير رفع ندائهم للسلطات، طالبة منها التدخل لإنقاذ مايمكن إنقاذه. حفاظا على أرواحهم بعدما أصبحت بيوتهم قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي وقت.فمثلا بدرب المدرس وخصوصا حي سيدي عبد الجبار، ودرب السلسلة بدأت الانهيارات في المساكن القديمة، مهددة أرواح الأبرياء الذين أصبحوا ضمن قائمة المرشحين للموت العاجل، خصوصا وأنه خلال الأسبوع انهار جدار بحي أغادير، كاد أن يأتي على أرواح 04 أطفال تم إنقاذهم بأعجوبة من تحت الركام، مما جعل الهلع يسيطر على سكان هذه البنايات الخطيرة، التي لم تجد السلطات المحلية حلا لها رغم كثرة البرامج السكنية، نظرا لأنه كلما رحلت عائلات حلت محلها عائلات أخرى، كما تحولت بعض الأحياء مثل درب السلسلة وسيدي عبد الجبار إلى مركز للعاهرات التي حولت بعض المساكن القديمة إلى أوكار لممارسة الدعارة، كما أدى الانفجار الذي مس باب زير سنة 1997 مهدما جزءا من الحي إلى أحداث شرخ كبير في البنايات القديمة، التي رحلت البلدية بعض سكانها، لكنها لم تقم بتهديم هذه البنايات التي تحولت إلى سوق بيع الكحول وما يجلبه أهل السوء، فانتشرت السرقة والاعتداءات، ورغم كثافة نشاط مصالح الأمن الذين صنفوا المنطقة كبؤر سوداء، لكن دون جدوى، لتبقى تلمسان القديمة تفقد بهاءها وأصالتها بفعل هجرة المومسات إليها، وتمركزها بالمدينة القديمة، التي من المفروض أن تكون القلب التاريخي للمدينة، والتي يستوجب على السلطات المحلية حمايتها من الانهيار، وكذا حمايتها من الانحلال الأخلاقي الذي ارتبط ذكره بهذه الأحياء.