من الظاهر أن مصطلحي الشيخ والشيخة من المنزلة بمكان في الضمير الوجداني لعرب الخليج، بخلاف مفهومهما عندنا في الجزائر، التي ترتبط أشد الارتباط بين مدلولين متناقضين، فكما تنسحب على المتعبد في صومعته والفقيه في محرابه، تنسحب أيضا على ''القوال'' في الأسواق ومغني ''الراي'' ''التالف'' في محراب الأماكن التي أعرف وتعرفون لاسيما مدلول ''الشيخة''. وقد تعلق الجزائريون كذا مرة بهذا المفهوم على نقيضيه، فمرة هكذا وأخرى هكذا، تأثرا بأسواق العملة والتقلبات الجوية في البورصة الفكرية، كما صنع شيوخ كثيرون ''هيلولة'' وتركوا بصماتهم في هذا المجتمع انطلاقا من الشيخ المقراني والشيخ الحداد وانتهاء بالشيخ رابح سعدان، الذي يعتقد الكثيرون أنه تلميذ نجيب ومريد وفي لأفكار ومنهج الشيخين الجليلين المقراني والحداد، بعد أن بعث في الأجيال الصاعدة حب الوطن والغيرة عليه بعدما دب اليأس والقنوط إلى النفوس وهم يرون الحانين إلى أيام الاستعمار الغاشم ينتشون بشرب نخب اليأس الداب في النفوس. وبقدر انقطاع زمن الوصل بأندلس الشيخ وانقلاب الجميع عليه حتى العجائز في الحمامات والمقابر، اهتدى القائمون على الشأن الرياضي في بلادنا إلى الاستنجاد بشيخ منصوب بالتاء المربوطة الظاهرة على آخره عله يستكمل مسيرة الشيخين المقراني والحداد وهو يعبث بالخصوم ذات اليمين وذات الشمال على أرض المعارك الكروية الضروس بتاء مربوطة ظاهرة على آخره، بعدما انقلب الجمع على الشيخ المكسور بالتاء المستأصلة من آخره لأننا ببساطة في عصر ''الفمينيزم'' على حد تعبير المفكر الراحل عبد الوهاب المسيري رحمة الله عليه. ومهما يكن فإن هذه التخريفات تعبير عن مآل الوضع الكروي في الجزائر، الذي اشتعلت فيه الحروب الطاحنة بين من يحملون التاء المربوطة في أواخرهم وبين من استأصلت من أواخرهم، كانت آخرها حرب روراوة بلباس الإحرام مع حناشي باللباس الرياضي، بعد أن فقد الجمع أضاحي العيد لغلاء أسعارها فانتهجت السكاكين نهجا غير مصرح لها بانتهاجه ولتذهب سمعة الجزائر في منطق هؤلاء إلى ما أعرف وتعرفون.