تتحول ساحات وشوارع الطحطاحة وسط السوق الكبير ''المدينةالجديدة'' مع حلول شهر رمضان إلى مسرح مفتوح لباعة مختلف الحلويات المرتبطة بشهر رمضان مثل ''الشامية و''الزلابية'' و''سبوع القاضي'' بالإضافة إلى بعض من الوجبات التي تتطلب مهارات خاصة في طهيها مثل ''البوراك الوهراني'' وكذا الخبز التقليدي بتنوع أشكاله وأصنافه. وبمجرد مرور وقت الزوال من كل يوم من هذا الشهر يسارع الباعة في نصب طاولاتهم على أرصفة ''الطحطاحة'' مشكلين مشهدا كبيرا يوحي للمارين وكأنهم أمام مطبخ ضخم في الهواء الطلق. وتمثل ''شامية سيدي بلال'' نسبة لزاوية سيدي بلال التي تحمل الساحة الكبرى للطحطاحة تسميتها رمزا رمضانيا مميزا بالنسبة للوهرانيين على ممر السنوات وعنوانا تجاريا محل تداول في هذا الشهر حتى من طرف العديد من باعة حلويات رمضان في أحياء ومناطق أخرى في وهران. وبحكم شعبيتها المتزايدة يقطع العديد من محبي حلويات سيدي بلال الرمضانية مسافات طويلة من أرجاء مدينة وهران نحو المدينةالجديدة لاقتنائها، حيث يشاهد طوابير طويلة من الزبائن الذين باتوا يعرفون بعضهم البعض بالنظر إلى كثرة ترددهم وذلك أمام محلات الشامية والزلابية ينتظر كل منهم دوره في شراء ما طاب من هذه الحلويات، وهم يشاهدون فنيات أصحاب المحلات، وهم يرمون أشكال الزلابية التي تصنعها أناملهم على القدر. ويقول أحد الزبائن الذي كان ينتظر دوره ''ألفت اقتناء شامية سيدي بلال ليس فقط لأنها تتمتع بجودة عالية في الصنع وإنما الأمر بات يمثل لي ولعائلتي تقليدا مرتبط بشهر رمضان ولشدة تعلقنا بها يوصيني أبنائي عند خروجي صباحا من البيت بأن لا أنسى المرور على سيدي بلال. ويضيف آخر ''من شدة حجم الطلب الكبير على حلويات سيدي بلال تكاد بضاعة محلاته لا تتعدى الربع ساعة لبيعها بعد طهيها وذلك قبل الوقت الذي تشهد فيه الزحمة الكبيرة والتي تنتظر على ضوئها طوابير طويلة لأخذ ما تطلب كلما جهز المنتوج. وبالنسبة لي فان شامية وزلابية سيدي بلال لها نكهة خاصة في المائدة خاصة بعد صلاة التراويح وتعلقنا بها له جانب معنوي''. وأما ''البوراك الوهراني'' فيتخذ العشرات من صانعيه من الرصيف الطويل للطحطاحة مكانا مناسبا لهم يتنافسون فيه في صنع أطيب بوراك وهراني وأجمله شكلا أمام الزبائن الذين يشدهم الفضول إلى مشاهدة الطباخين وهم يتفننون في ملء ''الديول'' بخليط من اللحم المفروم والقشدة ومزيج من الخضروات والتوابل. ونفس المشهد يكاد يتكرر أمام محلات صنع الخبز التقليدي الذين ينافسون الباعة المتجولون من أصحاب القفف المملوءة بالخبز التقليدي الشهير بتسمية ''المطلوع'' والذي يشهد إقبالا كبيرا عليه إلى درجة أن يجلبه بائعيه القاطنين في المناطق الريفية المجاورة ومن صنع زوجاتهم وذلك تحت طلب الزبائن في اليوم الذي يسبق. ويقول أحد الباعة ''زبائني معلومون وأجلب حوالي مائة وخمسين رغيف مطلوع كل يوم لزبائني اليوميين الذين يأتوني في مكاني المألوف وفي الزمن المعلوم''.