ناقشت إسبانيا مع السنغال حالة الإرهاب الدولي في منطقة الساحل والتطور الحاصل اليوم لأنشطة تنظيم قاعدة المغرب، حيث أكدت على إمكانية إنشاء آليات جديدة للتعاون وتبادل المعلومات في هذه المسألة مع مختلف الدول التي تعاني من هذه الآفة خاصة المتوقعة في منطقة الساحل. وافق النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الفريدو بيريز روبالكابا وزير داخلية السنغال أوسمان خلال اجتماع عقد في مدريد لمواصلة تعزيز التعاون بين البلدين على الأمن في إفريقيا بتبادل المعلومات من خلال دراسة استحداث آليات لمحاربة التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل. ويستبعد الخبراء أن تقوم إسبانيا بمحاولة التدخل في المنطقة من أجل محاربة الجماعات الإرهابية كما تؤكده الولاياتالمتحدةالأمريكية في أكثر من مناسبة عن عزمها إقامة قاعدة ''أفريكوم'' بإحدى دول إفريقيا، غير أن الجزائر امتنعت صراحة عن تواجد قوات عسكرية غربية بالمنطقة وأوضحت قدرتها على مكافحة الإرهاب، تأكيدا على تمكنها من تطويق الجماعات الإرهابية، وأوضح في هذا الجانب قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق محمد قايد صالح، أن حضور كل الدول المعنية ومشاركتها في اجتماع رؤساء الأركان لبلدان منطقة الساحل الصحراوي، في كل من موريتانيا، نيجر، تشاد، مالي، ليبيا، بوركينافاسو و الجزائر، حول ''مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للأوطان أفريل الماضي هو ''إخفاق جلي لنوايا التدخل الأجنبي في قضايا المنطقة''، و''دليل على قوة تماسكنا والتزام حقيقي لبلداننا وقواتنا المسلحة للعمل في إطار منسق وموحد لإرادتنا وخبرتنا وقدرتنا العسكرية''. وكانت إسبانيا قد قررت المشاركة في المناورات الأطلسية الساحلية بقيادة القوات الأمريكية في إفريقيا بمشاركة 6 جيوش 6 دول من المنطقة هي النيجر، مالي، بوركينا فاسو، موريتانيا، السنغال، تشاد ونيجيريا. وتستمر المناورات التي ستنطلق بداية شهر ماي القادم ثلاثة أسابيع من 2 إلى 23 ماي المقبل، وهي المناورات التي تضم 600 جندي أمريكي و150 عسكري من دول أوروبية ضمن الحلف الأطلسي بمعية 450 ضابط وصف ضابط في جيوش النيجر، مالي، بوركينا فاسو، موريتانيا، السنغال، التشاد ونيجيريا. وقالت مصادر دبلوماسية نقلا عن وكالة الأنباء الإسبانية إن وزير الدفاع رفض توضيح ما إذا كانت ستكون مساهمة اسبانيا في هذه المناورات من أجل الحصول على المعلومات السرية في المنطقة، لكن نفس المصادر أكدت أن مشاركة الجيش الإسباني في المناورات متعددة الجنسيات خارج حلف شمال الأطلسي هو أمر غير عادي واستثنائي.