غابت الجزائر أمس عن اجتماع عقد بالعاصمة المالية بماكو، حضره خبراء من مجموعة الثمانية تمحور حول مكافحة الإرهاب في دول الساحل الصحراوي، وذلك لأنها من المعارضين لأي تدخل أجنبي في المنطقة. وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن مصدر دبلوماسي أن الجزائر التي وجهت لها دعوة لحضور هذا الاجتماع قد غابت عن هذا الموعد الذي حضره خبراء أمنيون من مجموعة الثمانية المتمثلة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وروسيا، واليابان، وكندا، وفرنسا، وبريطانيا، وايطاليا وألمانيا، إضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأوروبي، وسويسرا، واسبانيا واستراليا، كما وجهت دعوة لعدد من دول المنطقة من بينهم المغرب، موريتانيا، بوركينافاسو، السنغال ونيجيريا. ويأتي غياب الجزائر عن هذا الموعد من باب رفضها لأي تدخل أجنبي في المنطقة تحت مظلة مكافحة الإرهاب، حيث ترى أن البلدان المعنية بالقضية قادرة على مكافحة هذه الآفة إن كان تعاونها صادقا وميدانيا، خاصة وأنها أكدت في أكثر من مرة أن معالجة عدم الأمن في منطقة الساحل الصحراوي لا يقتصر على تدابير أمنية فقط، إنما يجب أن يرفق بتعزيز المشاريع التنموية في المناطق التي تعاني التهميش. وطالب رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح خلال أشغال الاجتماع غير العادي لمجلس رؤساء أركان البلدان الأعضاء في لجنة الأركان العملياتية المشتركة التي تضم الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر الذي عقد شهر سبتمبر الماضي بتمنراست بلدان الساحل الصحراوي بالشروع في العمل الميداني لمكافحة الإرهاب، وتجنب الإطناب حول الرهان الذي تواجهه المنطقة، داعيا إياها في الوقت ذاته إلى احترام ما التزمت به في اجتماعها يومي 12 و 13 أوت من العام الماضي. وقال قايد صالح إن الجزائر تقدمت بطلب تنظيمه من أجل ''بحث مجالات تعاوننا'' قصد الارتقاء بها ''إلى مستوى أكثر نضجا وكذا توضيح كل الملابسات التي لا تزال قائمة بما يكفل تعبيد درب العمل الفعال والمتشاور حوله، وبالتالي بلوغ الأهداف المسطرة في إستراتيجيتنا لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة''. وكان الناطق الرسمي باسم اجتماع رؤساء أركان البلدان الأعضاء في لجنة الأركان العملياتية لدول الساحل العقيد سبع مبروك قد اعتبر أن لقاء تمنراست يعتبر ''تأكيدا راسخا على احترام كل ما تم قطعه من التزامات بين القوات المسلحة للبلدان الأعضاء''، وتعبيرا واضحا من بلدان الساحل الإفريقي على ''تكريس إرادتها الفولاذية وقدرتها الفعلية في التكفل الذاتي بقضاياها الأمنية بكل حرية وسيادة''. وقلل نائب مدير المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب مؤخرا إلياس بوكراع من التحذيرات التي تطلقها أطراف غربية حول تنامي خطر القاعدة في منطقة الساحل، رغم تنبيهه على عدم تجاهل التهديد الإرهابي في المنطقة، إلا أنه أكد أن ما يحدث في الساحل هو محاولة لعزل الجزائر وإضعاف دورها في المنطقة. ويناقش اجتماع بماكو الذي يستمر إلى اليوم الخميس مسألة مراقبة الحدود والدور الذي يجب أن يلعبه الاتحاد الإفريقي والجالية الاقتصادية لدول إفريقيا الغربية في مكافحة التنظيم الإرهابي المسمى ''القاعدة ببلاد المغرب'' الذي اختطف ليلة 15 إلى 16 سبتمبر الماضي في ارليت شمال النيجر خمسة فرنسيين ومواطن من توغو وآخر من مدغشقر يعمل معظمهم لدى الشركتين الفرنسيتين اريفا وساتوم ''مجموعة فينسي''. وحول هذا الاجتماع، زعم وزير الخارجية المالي مختار عوان، أنه بمثابة ''علامة على احترام وثقة المجتمع الدولي'' في مالي.