تمسك بعض المسؤولين بمديريات الجمارك اللامركزية بتطبيق التعليمة الشفوية التي أصدرها المدير العام للجمارك، محمد عبدو بودربالة، والتي تقضي بنزع الخمار أثناء ساعات العمل، وهذا على الرغم من تأكيد وزير الشؤون الدينية، بوعبد الله غلام الله، بأن مسؤول الجمارك قد نفى نفيا قاطعا تطبيق هذه التعليمة المجحفة. وكشفت مصادر موثوقة ومطلعة ل ''الحوار''، أن بعض المديريات تحاول فرض تعليمة غير رسمية ليست مدونة في القانون الداخلي للجمارك، تلزم من خلالها الموظفات بنزع الخمار أثناء ساعات العمل، وهو ما أثار استغراب الموظفات المحجبات، على الرغم من تراجع المديريات التابعين لها عن القرار السنة الماضية. الغريب في الأمر، أوضحت نفس المصادر ل ''الحوار''، أنه لا توجد أي تعليمة مكتوبة وموقعة من قبل المدير العام تفرض على الموظفات الالتزام بتطبيقها، غير أن المسؤولين مصرون على نزعهن الخمار، مستعملين في ذلك أساليب التهديد والترهيب ضدهن، وهو ما جعلهن تحترن في سبب هذا الإصرار. وأضافت، إن الموظفات محتارات أمام وضعهن هذا، ومتخوفات من فقدان مناصب عملهن على مستوى الإدارة في حال تعنت هذه الأخيرة أو نقلهن إلى العمل بولايات الجنوب وبعيدا عن مكان الإقامة. فالتعليمات المقدمة لهن لا تتعدى الملاحظات الشفوية التي تلزمهن على نزع الخمار بمجرد التحاقهن بالمكاتب، فلم يتم إلى حد الساعة تعليق أي تعليمة تنص صراحة على نزع الخمار داخل المكاتب، إلا أنها سارية التنفيذ. وأبدت ذات المصادر، استياءها من فرض أمر كهذا في بلد مثل الجزائر أدان وبشدة فرض حضر الحجاب في الإدارات والأماكن العمومية ببعض الدول الأوربية. وأبرزت الموظفات في نفس السياق، حسب مصادرنا المطلعة، أن التعليمة الوحيدة التي توافقن على تطبيقها وعدم معارضتها هي تلك المتعلقة بارتداء البذلة الرسمية لعمال قطاع الجمارك، أي السروال والقميص والسترة الخاصة. وكان المدير العام للجمارك، محمد عبدو بودربالة، قد نفى شهر أكتوبر الماضي في توضيح ورد على مساءلة وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد الله غلام الله، نفى إصداره لهذه التعليمة، وأن التعليمة الوحيد التي أصدرها في هذا الشأن، جاءت بناء على الإعلان الصادر بتاريخ 15 نوفمبر 2008 المحدد لطبيعة بذلة سلك الجمارك. وتنص على إجبارية ارتداء البذلة النظامية خلال ساعات العمل، بالنسبة لجميع مستخدمي المديرية العامة للجمارك، سواء العاملين بالمكاتب أو أولئك المنتمين للفرق الميدانية، وبغض النظر عن الجنس. وتبقى الموظفات المحجبات العاملات بقطاع الجمارك، تعانين هاجس الطرد أو التحويل نحو المناطق النائية أو الصحراوية في حال استمرارهن على رفض نزع الخمار، خاصة وأن بعضهن تتعرضن لنوع من المضايقات المعنوية، حسبما كشفته مصادرنا.