تعمل مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر على اختيار ثلاث جمعيات مختصة في الحرف التقليدية لتمثيل العاصمة في المعرض الوطني للحرف التقليدية، الذي سينظم في شهر ديسمبر الحالي، في خطوة لتشجيع هذا النوع من الجمعيات والتعريف بها عبر مختلف ولايات الوطن. نظمت مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر مسابقة لاختيار أحسن جمعية على المستوى الولائي، حيث جمعت دار الشباب لبلدية عين النعجة التصفيات الختامية بمشاركة أزيد من 40 جمعية من مختلف مناطق العاصمة باختصاصات مختلفة مثل الصناعات التقليدية كالطرز والخياطة، حيث كانت الدمى وسيلة لاختيار أحسن جمعية من خلال تقديمها لمختلف الأزياء التقليدية العاصمية، إذ برعت مختلف الجمعيات في وضع تصاميم مميزة زادت من جمال الدمى. وقد شكلت مديرية الشباب والرياضة لجنة تحكيمية لاختيار أجمل العروض المقدمة من قبل الجمعيات المشاركة التي قدمت من مختلف دور الشباب الموزعة عبر العاصمة، وقد ضمت اللجنة كلا من مدير الشباب والرياضة للعاصمة والمديرة المركزية للشباب والرياضة بالوزارة المعنية بالإضافة إلى مختصين في الصناعات والحرف التقليدية. وستعلن النتائج في الأيام القليلة القادمة، وهو ما سيسمح للفرق الفائزة بتمثيل العاصمة في المعرض الوطني للحرف التقليدية الذي سيحتضنه رياض الفتح في هذا الشهر. دمى بألبسة تقليدية والحلويات ضمن المنافسة شكلت دعوة مديرية الشبيبة والرياضة للجمعيات العاصمية فرصة لإظهار مختلف النشاطات الحرفية التي تتميز بها هذه الأخيرة، خاصة التقليدية منها. فبالإضافة إلى الملابس العاصمية التي زينت الدمى ارتأت العديد من الجمعيات وضع لمستها الخاصة على الحلويات التقليدية العاصمية حيث تفننت أنامل السيدات الحرفيات في تقديم ما لذ وطاب من الحلويات العاصمية التي دخلت المنافسة بقوة من خلال عرضها المميز وشكلها الذي جلب أنظار الكثير من المتتبعين من الزوار ولجنة التحكيم. وقد حرصت الجمعيات على المحافظة على خصوصية التقاليد الجزائرية وعدم مزجها بما هو مستحدث للإبقاء نوعا ما على جمالية الزي التقليدي العاصمية والذوق المميز للحلويات التي تشتهر بها العاصمة على غرار مقروط اللوز والعرايش ومقروط العسل وغيرها من الحلويات التي لا تزال تحافظ على مكانتها في المائدة الجزائرية. فرصة للاحتكاك وتبادل الخبرات أكدت السيدة كريمة لقدر، رئيسة جمعية المنار وإحدى المشاركات في المسابقة، أن العرض كان فرصة لإظهار الموروث التقليدي الجزائري والعاصمي بصفة خاصة من خلال التركيز على أدق الخصوصيات التي تميزه. كما كانت المسابقة فرصة لإبراز مختلف المواهب التي تزخر بها الجمعيات التي وجدت في هذه الأخيرة فرصة للإبداع وإظهار براعة اليد الجزائرية في محاكاة التقاليد وإبرازها بصورة مميزة للعلن. وتطمح مختلف الجمعيات، حسب السيدة كريمة إلى المشاركة في مختلف التظاهرات الثقافية والاجتماعية لإيصال كلمتها للمجتمع الجزائري وللفئات الراغبة في التعرف عن قرب على كل ما هو تقليدي والمحافظة عليه من الزوال، في ظل اجتياح العصر لكل الخصوصيات التي كانت تميز المجتمع الجزائري. فبمبادرة مثل هذه، حسب محدثتنا، تكون بمثابة بارقة أمل لمختلف الجمعيات التي لا يمكنها أن تحافظ على التراث والتقاليد بمفردها، بل يجب عليها المشاركة والمساهمة رفقة السلطات المعنية لتجسيد فكرة المحافظة على التقاليد. وفي هذا الخصوص ثمنت السيدة لقدر مجهود مديرية الشبيبة والرياضة التي تعمل جاهدة في كل مرة على جمع شمل مختلف الجمعيات وتقديمها للمجتمع من خلال تنظيم معارض وأيام حافلة بالنشاطات الثقافية والاجتماعية المختلفة التي من شأنها أن تحفز الجمعيات أكثر وتزيد من نشاطاتها ومشاركتها في إحياء التراث الجزائري خاصة ما تعلق منها بالألبسة التقليدية والمنسوجات والحلويات التي لاتزال، لحد الآن، تفرض وجودها في مختلف المناسبات السعيدة التي تمر على المجتمع الجزائري، ناهيك عن مساهمتها في الحفاظ على هذه الحرف التي تمتاز بها كل منطقة في الجزائر بميزة معينة تختلف عن غيرها من المناطق الأخرى. كما تشكل مثل هذه التظاهرات فرصة لالتقاء الجمعيات بعضها البعض وتبادل الخبرات والتجارب التي من شأنها أن تطور بشكل كبير العمل الجمعوي بالجزائر، كما يعد المعرض الوطني فرصة لالتقاء الجمعيات من مختلف أنحاء الوطن لتبادل الخبرات أيضا، وهو نفس الرأي الذي ذهب إليه مختلف رؤساء الجمعيات المشاركة والذين ثمنوا بدورهم مجهود مديرية الشباب والرياضة التي تعمل في كل مرة على إتاحة الفرصة لهم للمشاركة في مختلف الفعاليات التي تنظمها المديرية والتي تكون بمثابة أكسجين يمنح لها بين الحين والآخر لتقديم كل مجهوداتها المبذولة في سبيل الحفاظ على التقاليد الجزائرية بمختلف أشكالها.