احتضنت دار الثقافة هواري بومدين بولاية سطيف، فعاليات المعرض الوطني للصناعات التقليدية والحرف، الذي يندرج ضمن البرنامج الوطني لوزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الذي جاء تزامنا مع اليوم الوطني للصناعة التقليدية والحرف. وقد شهد المعرض مشاركة ما يزيد عن 33 حرفي من بينهم 22 مختصا في الصناعة التقليدية و10 حرفيين يمثلون مجمعات في مختلف النشاطات ضمن الشراكة الجزائرية الألمانية، على غرار الترصيص، النقش على الخشب، نجارة الألمنيوم، الحلاقة، الخياطة التصميم والطبع، بالإضافة إلى النسيج. كما يعرف المعرض مشاركة مختلف هياكل الدعم على غرار الوكالة الوطنية لدعم الشباب، والوكالة الوطنية للتشغيل. وقد أكد مدير غرفة الصناعات التقليدية والحرف لولاية سطيف أن هذا المعرض له خاصية تميزه على المعارض السابقة، فبالإضافة إلى عرض للصناعات التقليدية والفنية، جمع في هذا المعرض مع عدد من التنظيمات تندرج ضمن الشراكة الجزائرية الألمانية و التي كانت لبنة لجهود سنة ونصف من برنامج تنظيم المهن على شكل مجمعات تسمى "النيكلييوس". هذه التنظيمات تعمل من أجل المحافظة على المهنة والحرفة عن طريق التجمع و تبادل الآراء. كل هذا أوصل حسب ذات المتحدث إلى تغيير ذهنيات الحرفي في تصوره لزميل مهنته ليصبح شريكا فعالا بدل منافس عنيد، والمنافسة لا تكون إلا من أجل تطوير تلك المهنة أوالحرفة. وبخصوص المشاكل التي يتخبط فيها الحرفي اعتبر المتحدث ذاته، أنه يكمن في البيع والتسويق، إذ لا يجد الحرفي بعد إبداعه لمن يسوق منتوجه. ولهذا.. يضيف محدثنا، تقوم مختلف غرف الصناعات التقليدية عبر الوطن بهذا النوع من المعارض لحث الحرفيين وتشجيعهم على المحافظة على مختلف الحرف التي هي في طريق الاندثار وتحسيس المجتمع بأنه لا يوجد أي قرين للصناعات التقليدية رغم تطور الآلة و تكنولوجياتها، فالصناعة التقليدية هي الأصالة والإبداع ولا بد من المحافظة عليها. أما فيما يخص الإعفاءات الضريبية التي أقرها قانون المالية لهذه السنة اعتبرها السيد كمال أنها لصالح شريحة كبيرة من هؤلاء الحرفيين، وأضاف أنه بالرغم من كونها نقطة إيجابية لها الأثر الكبير في العمل اليومي للحرفي، إلا أنها تعتبر في الوقت نفسه غير كافية بالنسبة للحرفيين المبتدئين الذين ينتظرون المزيد من الدعم و الإعانات للخوض في حرفهم وترقية الحرف التقليدية التي تعتبر واجهة لكل مناطق الوطن.