عرضت الخميس الماضي هيئة محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر قضية الجناة المتورطين في قتل سائق ''الكلوندستان'' المدعو (ل.ر) شهر نوفمبر ,2008 هذا الأخير الذي وجدت جثته على مستوى أحد الأحراش بمنحدر قريب من عيادة الربو ببوفريزي بعدما تعرض للخنق، حيث أثبتت التحريات أنه خطط للجريمة مجموعة منحرفين الذين كانت دوافعهم سرقة سيارته من نوع ''إكزارا''، وعليه فقد نسبت إليهم جملة من التهم المتعلقة بجناية تكوين جماعة أشرار، القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والسرقة، فيما تمت متابعة المتهم (ب-أ) بجنحة إخفاء أشياء مسروقة متحصلة عن جناية. وكشفت جلسة المحاكمة أن المتهم (ف-ت) بصفته أحد زبائن المجني عليه تعوّد الركوب معه يوميا، حيث تبادرت إلى ذهنه فكرة سرقة سيارته بعد قتله لذلك قام بعرض الفكرة على ابن عمه (ف-س) هذا الأخير الذي أيده وإلى جانبه صديقه المدعو(ج-م) وتم وضع خطة محكمة للتخلص منه، حيث ثبت أنهم التقوا بحي بازيطا بباب الوادي ليلا لانتظار الضحية أين اتفقوا على أن يصعد على متن سيارته المتهم (ج-م) ويجلس بجواره من أجل شلّ حركته في حالة إبدائه لأي مقاومة أثناء تنفيذ العملية، فيما يتولى المدعو (ف-س) ترصد المكان بعدما أحضر ابن عمه (ف-ت) خيطا كهربائيا معقودا من أجل خنق المجني عليه، بعدها انتقلوا إلى منطقة شوفالي من أجل انتظاره وبمجرد وصوله إلى مكان تواجدهم أوقفوه وطلبوا منه إيصالهم إلى عيادة بحي بوفريزي ببوزريعة وبمجرد وصولهم إلى المكان المتفق عليه طلب منه (ف-س) الذي كان راكبا بالخلف إنزاله، وطلب منه كذلك ثمن نقلهم، وأثناء محاولة سائق السيارة الالتفات نحوه من أجل التكلم معه قام شريكهم الثالث (ف-ت) بخنقه بواسطة الخيط الكهربائي إلى غاية أن لفظ أنفاسه، وهذا بعدما أوقف المدعو (ج-م) محرك السيارة ثم رموه بالمنحدر المحاذي لعيادة بوفريزي وسط الأحراش، وقاموا بإخفاء جثته بواسطة أغصان وأوراق الأشجار فيما قاموا بتجريده من كل ما كان بحوزته من وثائقه الشخصية، المال وهاتفه النقال. وقد أثبتت التحريات أنهم غادروا مكان الجريمة باتجاه منطقة تيزي وزو، حيث تولى المدعو (ف-ت) قيادة سيارة الضحية، وعلى مستوى الطريق السريع ''فريفا لون'' قاموا برمي وثائق الضحية بإحدى البالوعات ثم واصلوا طريقهم وعند وصولهم إلى تيزي وزو قصدوا منطقة ''تيمزيرت'' أين بقوا هناك إلى غاية الساعة الرابعة مساء من أجل بيع السيارة التي استولوا عليها، لكنهم لم يتمكنوا لذلك عاد المتهمان (ج-م) و(ف- س) إلى العاصمة، فيما بقي المدعو (ف.ت)، هذا الأخير الذي سلم السيارة إلى أحد معارفه المدعو (ب- أ) المكنى ب ''بيزو'' من أجل بيعها، حيث حدد ثمنها بمبلغ لا يقل عن 30 مليون سنتيم لكنه سرعان ما تراجع عن الأمر خوفا من كشف الجريمة، غير أن مصالح الأمن ألقت القبض عليه بتاريخ 13 ديسمبر 2008 بمنطقة ذراع بن خدة على متن السيارة المسروقة التي كانت محل بحث من قبلهم إثر البلاغ المقدم من قبل أهل الضحية عن اختفائه ليتم بعد مرور أيام العثور على جثته ملقاة على وجهها وسط الأحراش بعدما تعرض للخنق بواسطة خيط كهربائي الذي كان ملفوفا على رقبته. وقد قام المدعو (ب-أ) بكشف هوية المتورطين معه في ارتكاب هذه الجريمة البشعة في حق ابن حيهم وهذا بعد أن ضبط على متن سيارة المجني عليه، وبناء عليه تم توقيفهم وإحالتهم على العدالة لمواجهة التهم المشار إليها أعلاه.