حينما يخطئ المرء في حياته مرة واحدة، يتعلم من خطئه، ويسعى إلى إنجاز ما كان يرنو إليه، حينما تقدمت قطر بطلب استضافة الألعاب الأولمبية 2006 لم تنجح في مسعاها الذي كانت تخطط إليه، لم تتوقف عند هذا الحد بل خططت وعملت بصمتٍ مطلق، إلى أن خرجت للجميع وهي تحقق مفاجئة من العيار الثقيل حينما رشحت نفسها لاستضافة مونديال كأس العالم ,2022 وأبهرتهم أيضا بملفها لاحتضان مونديال كأس العالم .2022 عندها انبهر الجميع من حسن التنظيم والملاعب الكروية، وما تحويه من أناقة وترتيب، قطر الدولة العربية والشرق أوسطية التي تقع في تصنيف الدول النامية نجحت، وبجدارة في خطف بطاقة التنظيم من فم الأسد الأميركي، والكانغارو الأسترالي، والكومبيوتر الياباني، وأخيراً كوريا الجنوبية. تميز الملف القطري عن غيره من الملفات التي طرحت كان باستخدام التقنيات المستدامة وأنظمة التبريد المستخدمة على أكمل وجه في الملاعب، ومناطق التدريب، ومناطق الحاضرين، وسيكون بمقدرة اللاعبين، والإداريين، والجماهير التمتع ببيئة باردة ومكيفة في الهواء الطلق لا تتجاوز درجة حرارتها 27 درجة مئوية. وجاء جل تركيز الملف القطري على استخدام التقنيات الفنية لتبريد الملاعب، ولحوظ أيضا تبرع قطر بما يزيدي عن 170 ألف كرسي في مختلف الملاعب التي ستستضيف المباريات بعد انتهاء البطولة ومنحها الى البلدان ''النامية''، كما أن الملاعب التي تضمنها الملف تعد صديقة للبيئة بفضل استخدام التكنولوجيا المتطورة، والتي جعلت نسبة الانبعاث الكربوني صفر، وهذه الملاعب لا تبتعد عن بعضها البعض سوى ساعة واحدة وهو ما يسهل تنقل الجماهير التي ستحضر ستكون حاضرة في المونديال. قطر الدولة الغنية بالنفط، وثالث أكبر دولة في العالم مصدرة للغاز سبق لها وأن نظمت بطولات على مستوى عالمي وكبير خاصة حينما عكفت على تنظيم كأس العالم للشباب عام ,1995 وأيضا حينما نضمت أفضل دورات الألعاب الآسيوية في التاريخ عام ,2006 ويسجل لها بأنها ستحتضن نهائيات كأس أمم آسيا لكرة القدم ودورة الألعاب العربية عام .2011 ويعد اختيار قطر لاستضافة المونديال بمثابة فرصة جديدة لتغير خارطة الشرق الأوسط الحالي، حيث أن فعاليات كأس العالم سوف توجه الأنظار إلى هذه البقعة المثقلة بالهموم والمشاكل، حيث ستكون بمثابة الحلم الذي تحقق للملايين لمتابعة ورؤية نجوم العالم والمنتخبات الكبيرة التي ستشارك بلاعبين لا ندري من سيكونوا بعد 22 عاماً ستفصلنا عن هذا الحدث الكبير، وخلال هذه الفترة الزمنية التي ستكون كافية لأن نضع نحن العرب اعتباراتنا فيما يخص كل شيء من تنظيم المونديال ومن الدعم الذي يجب أن نوجهه صوب قطر من أجل أن نرفع شعار بني عربي إلى السماء. ما أن أعلن عن اسم قطر لكي تكون البلد المضيف حتى تفاجئنا في الصحف الغربية، وهم يهمون بمهاجمة الفيفا ممثلاً برئيسه السويسري جوزيف بلاتر، إذ يجمعون على أن قطر غير مؤهلة لأن تستضيف مونديال عالمي وكبير بحجم مونديال كأس العالم، وما يزيد ''الطين بلة''النفر القليل اليوم والكثير غداً وهم يستنقصون من حجم الملف القطري، ويشككون بحسن تنظيمها، مدعين أن بلادهم هي الأجدر، ولكن لم تسنح لهم الفرصة لكي يقدموا ملف ترشيحهم، وأيضا يدعون بأن الملف القطري تم شرائه بالمال. لا نريد قتل الحلم العربي الذي طالما راود مخيلة الملايين، ولا نريد أن نسب ونشتم كغيرنا بل نريد أن نكون يداً واحدة في إنجاح هذا الحدث الكبير والعالمي - من أجل أن نثبت بأننا نحن العرب قادرون على كل شيء، ولا ينقصنا شيء. لكن هنالك سؤال ويطرح نفسه بقوة الآن؟ هل سنرى في مونديال كأس العالم في قطر 2022 منتخبات عربية كانت تحلم بالوصول إلى المونديال، وأيضا هل ستبقى المشاركات العربية في مونديال كأس العالم مجرد شبه وهمية أو جسر عبور للمنتخبات الأخرى.