أفادت الأستاذة مسعودة حريدي، رئيسة وحدة الأطفال حديثي الولادة، بالمستشفى الجامعي حسان اسعد لبني مسوس، أن ثلث الإصابات بالإعاقة الحادة عند الأطفال ناتجة عن الاختناق عند الولادة، مؤكدة في ذات النقطة أن المستشفى الجامعي لبني مسوس لوحده يسجل سنويا ما لا يقل عن 10 آلاف ولادة، منها 10 بالمائة يسجل بها اختناق خلال الدقائق الأولى من الوضع، أي ما يقارب 100 حالة في السنة، معظمها يتطور إلى إعاقة تلازم الطفل مدى الحياة. وأكدت نفس المختصة عشية الاحتفاء، باليوم العالمي للمعاقين الذي يصادف 3 ديسمبر من كل سنة، أنه تم تسجيل بمصالح وحدات الأطفال حديثي الولادة ثلثي الإعاقات الناتجة عن الاختناق، نصفها يلازم الطفل طوال حياته، موضحة انه رغم التكفل بنصف الأطفال الذين يعانون من الإعاقة الناجمة عن الإصابة بالاختناق عند الولادة، إلا أن 35 بالمائة من هؤلاء الأطفال - حسب الأستاذة حريدي - يعانون من فشل في الدراسة، حتى وان كانت مظاهر الإعاقة غير بارزة. وأرجعت المتحدثة الإصابة بالاختناق عند الأطفال حديثي الولادة إلى عدة أسباب، من بينها نقص في المختصين من السلك الطبي وشبه الطبي، والوسائل الخاصة بالكشف المبكر عن بعض الاختلالات التي تصيب الجنين مثل قياس دقات القلب، بالإضافة إلى غياب قاعات خاصة بالتوليد. ومن بين العوامل الأخرى التي تتسبب في اختناق الصبي حديث الولادة، أشارت المختصة إلى عدم المتابعة والمراقبة الجيدة للحمل، أو إصابة الأم الحامل بداء السكري، وارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب والشرايين، مؤكدة في نفس الإطار على أهمية التكفل بالرضع حديثي الولادة خلال الخمس دقائق الأولى من حياتهم، وتهوية المخ وإنقاذهم من الموت. وللتخفيض من نسبة الإصابة بالاختناق لدى الأطفال حديثي الولادة، دعت الأستاذة حريدي أيضا إلى فتح مصالح للأطفال حديثي الولادة عبر القطر والمعاينة والمتابعة الجيدة للحمل، لأن معظم الإصابة بالاختناق عند الرضيع تحدث عند الوضع.