كشف البروفيسور منصور بروري، رئيس مصلحة الطب الداخلي في مستشفى بئر طرارية، أن تعاطي مادة ''الشمة'' أو التدخين وكذا استخدام ''الشيشة'' في سنٍ مبكرة، يترتب عنه الإصابة بمضاعفات صحية خطيرة تؤدي إلى البتر المبكر للأعضاء، وتعقيدات حادة على مستوى القلب، بالإضافة إلى تزايد نسبة الإصابة بالسرطان وحالات الموت المفاجئ. وأوضح البروفيسور في اتصال مع ''النهار''، أن استهلاك ''التبغ'' بأنواعه، لم يعد محصورا لدى كبار السن، حيث أصبح أطفال لا تتجاوز أعمارهم 7 سنوات، يستهلكون مادة ''الشمة''، والسجائر، نتيجة لتنشئة خاطئة، وهو الأمر الذي يفضي في ظرف 15 سنة إلى إصابتهم بأمراض قلبية لا عدّ ولا حصر لها، بالإضافة إلى تزايد نسبة بتر الأعضاء المتكرر، نتيجة استهلاك مثل هذه المواد السامة. وأضاف ذات المتحدث، أن مستهلكي ''الشمة'' معرّضون للإصابة بمرض ''السكري''، كما أن استهلاكها يؤدي إلى الإصابة ''بسرطان الفم''، الذي ترتفع نسبة الإصابة به أربع مرات عند مستهلكي ''الشمة'' أكثر من غيرهم.من جهته، كشف الأستاذ سليم نافتي، مختص في الأمراض التنفسية، أن 8,5 من المائة من الجزائريين يستهلكون ''الشمة''، مؤكدا في هذا الصدد، أن 11 من المائة من مستهلكي ''الشمة'' هم من فئة الأعمار 45 - 54 سنة، وأوضح الأستاذ أن عددا كبيرا من الشباب الجزائري يُقبل على استهلاك هذه المادة، باعتبارها بديلة عن السيجارة، مشيرا إلى أنها لا تقل خطورة عنها، حيث توجد بها نسبة كبيرة من ''النيكوتين''، كما أن الإحتفاظ بكمية منها داخل الفم لمدة 30 دقيقة، يعادل نسبة ''النيكوتين'' الموجودة في أربعة سجائر مدخنة. أربعون مدخنا يلقون مصرعهم يوميا وعلى صعيد متصل، كشف الأستاذ نافتي عن وفاة 40 مدخنا يوميا في الجزائر نتيجة الإصابة بأمراض لها علاقة بالتدخين، موضحا في هذا الصدد، أن 95 من المائة من الوفيات المسجلة هم رجال. وأفاد البروفيسور، أن التدخين لدى العنصر النسوي، على الرغم من انخفاض معدلاته في الوقت الحالي، إلا أنه بدأ يشهدا تطورا ينذر بالخطر مستقبلا، مشيرا إلى أن هذه الآفة الخطيرة تتسبب في تسجيل ما بين 3 آلاف و4 آلاف إصابة جديدة بسرطان الرئة سنويا، أي ما يعادل 25 حالة لكل 100 ألف ساكن، ناهيك عن عدد حالات انسداد القصبات الهوائية المزمنة، والتي تقدر ب 600 ألف حالة في الجزائر، وانخفاض القدرة على التنفس عند المدخنين ب 60 مل/السنة. وذكر الأستاذ أن حالات الموت المفاجئ تضاعفت بأربع مرات، خاصة لدى فئة الأعمار 30 - 50 سنة، ويقدر عدد الوفيات الناتجة عن الإصابة بأنواع السرطان خارج الجهاز التنفسي، كسرطان المثانة، البنكرياس، الكلى وعنق الرحم بألفي حالة وفاة سنويا. 6 من المائة من الجزائريات ..مدخنات أكّدت الأستاذة فريدة سكندر، رئيسة مصلحة الإستعجالات التنفسية في المستشفى الجامعي لبني مسوس، أن نسبة التدخين عند العنصر النسوي من جميع فئات الأعمار تصل إلى 6 من المائة في الجزائر. وأوضحت الأستاذة سكندر، أن معدل التدخين في الوسط النسوي، يضاهي تقريبا النسبة المتواجدة في دول العالم الثالث، والمقدرة ب 9 من المائة، وهي ذاتها المسجلة في دول جنوب البحر الأبيض المتوسط حسب تقديرات المنظمة العالمية للصحة. واستنادا إلى آخر المعطيات، فإن فئة الأعمار عند العنصر النسوي (15 - 24 سنة)، أكثر عرضة للتدخين، حيث تصل إلى 12 من المائة، وقالت سكندر إن الفتيات تشرعن في التدخين بصفة عامة في سن 15، كما أن 20 من المائة من اللواتي تبلغن 16 سنة تدخنّ يوميا، في حين، تصبح 50 من المائة منهن مدمنات في سن 19. أما بالنسبة إلى المرأة الحامل، فإن التدخين يتسبب في الإجهاض، والحمل خارج الرحم، والولادة المبكرة قبل الأوان، ناهيك عن التشوهات، وتأخر نمو الرضيع الناجمة عن هذه الآفة الخطيرة.