طالبت الجمعية الوطنية لمساندة المعوقين ''البركة'' الجهات المعنية بإعادة النظر في قضية تجديد الأجهزة الاصطناعية كل سنتين أو ثلاثة، وذلك للتقليص من حجم المعاناة اليومية لهذه الشريحة التي يصعب عليها التفاعل مع المجتمع الذي تعيش فيه خاصة التنقل إلى مقاعد الدراسة، ما يعرضها أكثر إلى حوادث السير التي تخلف 4000 قتيل و3000 معاق سنويا، فيما يبقى التحسيس والوقاية الطرق الأفضل لتجنب ذلك. كشفت ''بوبرغوت فلورة''، رئيسة الجمعية الوطنية لمساندة المعاقين ''البركة ''، على هامش الندوة الوطنية حول حقوق الطفل المعاق في ضوء المخطط الوطني للطفولة، التي نظمت نهاية الأسبوع الماضي تزامنا مع اليوم العالمي للطفل المعاق المصادف ل 3 ديسمبر بالمركز الثقافي ''عز الدين مجوبي''، أن هناك العديد من الأمور تبقى قيد الإنجاز، تهدف لتحسين وضعية هذه الفئة التي تلزمها الرعاية والاهتمام الكافيين. وحسب المتحدثة فإنه يوجد الكثير من الحقوق المهضومة التي لا يستفيد منها الطفل المعاق في الجزائر وبصفة أخص عملية إدماجهم في مدارس تتكفل باحتياجاتهم وحتى إن اقتضى الأمر دمجهم مع التلاميذ العاديين، وهي وسيلة تعلمهم كيفية مساعدة زملائهم ومد يد العون لهم عندما يواجههم مشكل ما في المدرسة حتى يتم القضاء على ذلك التمييز والرؤية السلبية التي ينظر بها لهذه الشريحة الحساسة من المجتمع. ومازال التصريح بالحالات المرضية للأبناء يشكل ''طابوها'' من طرف أسرهم التي لا تملك الوعي الكافي ولا تدرك مصلحة ذلك الطفل ذي الاحتياجات الخاصة والذي إذا سمي بهذا الطريقة فإنه فعلا يحتاج لالتفاتة صحيحة سواء من جانب العائلة أو المحيط الذي ينتمي إليه. وفي ذات السياق أكدت ذات المتحدثة في تصريح ل ''الحوار'' أن الطفل المعاق في الجزائر يفتقر لوسائل الترفيه، حيث هنالك نقص في البيئة المحيط بالطفل ولاسيما أنه يعامل بطريقة سيئة تجعله مهمشا ولا يلقى نفس المعاملة التي يعامل بها الأطفال العاديون. وبخصوص التكفل بالطفل المعاق أكدت رئيسة جمعية ''البركة'' أنه ينبغي أن يكون مجهزا بكل الأعضاء اللازمة، وهو ما يغيب في المجتمع الجزائري. وبناء على ذلك فلا بد من توفير كل الإمكانات على مستوى المدارس لتسهيل عملية تلقيهم للعلم. وعن مدى مساهمة هذه الجمعية في تقديم الدعم لذوي الاحتياجات الخاصة أكدت ''بوبرغوت فلورة'' أنه يتم التكفل بتوفير المساعدة للعائلات التي لديها طفل معاق وهذا عن طريق منحهم التجهيزات الاصطناعية التي يحتاجها، إلا أنها تحتاج بدورها لتدخل المحسنين قصد تزويدها بالإعانات الضرورية من أدوات مدرسية، حفاظات وأعضاء اصطناعية. كما أن الجمعية مزودة بفرق طبي وأساتذة يسعون لبذل مجهودات جبارة من أجل تقديم الدعم الممكن خاصة أن ثمن كرسي متحرك يتراوح بين 17 ألف و25 ألف دينار، وهو ما يستدعي إعادة النظر في قانون تجديد الأعضاء الاصطناعية وتقليصه من كل 5 سنوات إلى كل سنتين أو ثلاثة. وعن الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الإعاقات كشفت المتحدثة أن حوادث المرور أصبحت تشكل خطرا كبيرا على العديد من الأشخاص خاصة الأطفال منهم، حيث تخلف 3000 معاق سنويا أي بمعدل 10 معاقين يوميا. ومن هنا فمن الضروري، حسب رئيسة جمعية ''البركة''، تنظيم ملتقيات حول النتائج الوخيمة لغياب الأمن في أغلب الطرق وكذلك محاربة تهميش الأطفال المعاقين مع الحرص الشديد على المراقبة والتحسيس حول حقوق الأطفال المعاقين والدفاع عنها لضمان مستقبل أحسن لهم.