أصبح رمضان فرصة أخرى ينتهزها المهاجرون غير الشرعيين على غرار باقي فئات المجتمع خاصة التجار الذين يستغلون الشهر الفضيل للربح السريع، غير أن الحراقة يستغلون وقت الإفطار لتنفيذ رحلة الموت والإفلات من قبضة حرس السواحل، خاصة إذا علمنا أن الحراسة على مستوى الشواطئ في مثل هذه المناسبات تقل كثيرا عن باقي الأيام العادية . ووفقا لما يتداول في الشارع الجزائري خاصة في المناطق الغربية للوطن حسب الأصداء التي أتتنا من هناك فإن الحراقة أصبحوا يتحينون الفرص مثل وقت الإطار للهجرة السرية خاصة إلى اسبانيا التي تعد من أكبر البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط التي يقصدها الحراقة من جميع دول المغرب العربي خاصة من الجزائر والمغرب. وفي نفس السياق تمكن عناصر الحرس المدني الإسباني أول أمس من توقيف 10 حراقة جزائريين بميناء أليكانت الإسباني أين كانوا على متن قارب الموت الخشبي التقليدي الصنع المزود بمحرك لا تزيد قوته عن 60 حصانا وجهاز''جي بي أس'' الذي أقلهم من السواحل الجزائرية نحو الأراضي الإسبانية. أفادت وسائل الإعلام الإسبانية أمس أن المهاجرين غير الشرعيين تمكنوا من اجتياز البحر المتوسط نحو أليكانت بنجاح ولم تعترضهم أي مشاكل كبيرة من شأنها أن تفقد حياتهم مثلما تفقد في أغلب رحلات الموت التي يخوضها الحراقة ، والتي تكون نهايتهم مأساوية بين أحضان البحر وفريسة دسمة لأسماك القرش. لكن حظ ال 10 حراقة ''الجيد'' لم يكتمل بعدما اصطدموا بعناصر الحرس المدني الإسباني في طريقهم وهم يلجون الميناء، ليتم ضبطهم وأحالتهم على مراكز الإيواء المخصصة لاستقبال المهاجرين غير الشرعيين. ووفقا لقصة المهاجرين التي أدلوا بها إلى أعضاء من الصليب الأحمر الإسباني بمركز الاستقبال نقلا عن ذات المصادر ، فإن جل الحراقة لا يحملون وثائق، كاشفين في نفس الوقت عن هويتهم الجزائرية حيث غادروا البلاد منذ أربعة أيام مستغلين بذلك شهر رمضان خاصة وقت الإفطار، أين تقل فيه الحراسة المشددة من قبل حرس الشواطئ ليفلتوا من أعينتهم ويلجون البحر المتوسط بكل حرية. يشار إلى أن الحراقة الموقوفين تمت إحالتهم على مراكز الحجز في اسبانيا التي تحجز من خلالها كل المهاجرين غير الشرعيين القادمين من مختلف الدول خاصة من شمال إفريقيا. جدير بالذكر أن الشهور الأولى من فصل الصيف التي لا تفصلنا عن نهايته سوى أيام قليلة شهدت ارتفاعا كبيرا في عمليات الهجرة غير الشرعية إلى الأراضي الإسبانية، وهذا بفضل تحسن الأحوال الجوية.يشار كذلك إلى أن عددا من المسؤولين في اسبانيا دعوا إلى ضرورة تكثيف التواجد الأمني على السواحل قصد صد أي محاولة جديدة قد يقوم بها ''حراقة'' آخرون، وتنوي الحكومة الاسبانية إدخال تعديلات على قانون الانتخابات لكي يسمح للمهاجرين باسبانيا بالمشاركة في أي اقتراع تعرفه البلاد.