و عليه فإن مخطط العمل سيحافظ على نفس المنظومة الرقابية والوسائل المجندة على طول الشريط الساحلي التابع لولاية الطارف. غير أنه سيتم مضاعفة التجنّد خلال شهر رمضان الكريم لوجود مؤشرات قوية تفيد بإمكانية استغلال شبكات الحراقة لهذه الفترة للقيام برحلات على متن قوارب الموت، ظنا منها بأن الطوق الرقابي الذي يفرضه حراس الشواطئ سينخفض بعض الشيء بفعل شهر الصيام. مضيفا بالقول أنه قد تم تسجيل محاولات خلال شهر أوت الماضي مع إمكانية استمرار المحاولات، كون أن هؤلاء الشباب يستغلون فرصة الصيف للعمل من أجل ضمان قيمة الرحلات وترجع دواعي هذه التدابير إلى عدة عوامل، أهمها استقرار الظروف المناخية بفعل تزامن شهر رمضان مع فترة الصيف. الأمر الذي يعد عاملا مشجعا للحراقة لتنفيذ رحلاتهم باتجاه الضفة الإيطالية بالنسبة للرحلات التي تنطلق من سواحل الطارف إنطلاقا من الشكوبية إلى غاية شاطئ المسيدا إنطلاقا للوصول إلى الجزيرة الإيطالية في الضفة الأخرى للمتوسط. فضلا على تجارب الأعوام السابقة التي أظهرت ترصد شبكات الهجرة السرية لموسم رمضان من أجل تجسيد مخططاتها على غرار ماتم السنة ما قبل الماضية عندما انتشل أعوان حراس الشواطئ جثث شباب بشاطئ العوينات يأتي هذا في الوقت الذي سجلت فيه وحدات حراس السواحل على مستوى واجهاتها البحرية، سيما الشرقية منها، عدة تدخلات بفعل تكثيف المهاجرين غير الشرعيين رحلاتهم خلال الأسابيع القليلة الماضية، كان آخرها هلاك 14 شخصا من سكيكدةوعنابة بحر الأسبوع الماضي بعد انقلاب الزورق الذي كانوا على متنه. في الوقت الذي تمكن فيه أفراد المجموعة الإقليمية لحرس السواحل بعنابة من توقيف 103 شخص يوجد من بينهم فتاة لايتعدى عمرها العشرين سنة، وقاصر في الخامسة عشرة من عمره، كانوا بصدد التوجه إلى جزيرة سردينيا على متن خمسة قوارب صيد كبيرة. وذلك على بعد مسافات متفاوتة في عرض سواحل عنابة، بينما نجحت القوات البحرية الإيطالية بدورها في توقيف 198 شخصا آخرا تمكنوا من الوصول إلى السواحل الإيطالية. وبالرغم من الحزام الرقابي المفروض من الضفتين، وحالات الهلاك التي آلت إليها العديد من الرحلات، إلا أن ظاهرة الهجرة السرية لاتزال في تزايد مستمر لدرجة أن بعض المناطق الساحلية تكاد تفرغ من شبابها وبالتحديد على مستوى المناطق النائية التي تقل فيها فرص العمل. الأمر الذي يستدعي التفكير في ميكانيزمات وقائية الحالة بديلة عن تشديد الرقابة على طول الساحل